انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء الموافق 7-8-1438هـ صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود، وأدى صلاة الميت -رحمة الله عليه- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع جموع المصلين في المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد صلاة العشاء يوم الخميس الموافق 8-8-1438هـ، صلاة الميت على صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس هيئة البيعة.
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين إلى مكة المكرمة كان يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وكان في استقبال الملك المفدى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، وأبناء الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مشعل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن مشعل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن مشعل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن مشعل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن مشعل بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء.
ولد الأمير مشعل رحمه الله عام 1926 في العاصمة الرياض، أي قبل تأسيس المملكة على يد والده بست سنوات، ليكون شاهدًا على حقبة طويلة مرت فيها عائلته وبلاده بكثير من الأحداث التي سبقت وصول المملكة لشكلها الحالي ومكانتها العالمية.
دَعِ الأيام تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفسًا إذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رجلاً عَلى الأَهوالِ جَلدًا
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاء
تربى وتعلم الأمير مشعل في جامعات ومؤسسات والده الملك عبدالعزيز الخيرية المتحركة المفتوحة، كما تربى وتعلم اخوانه واخواته كذلك، فالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود جامعة ومؤسسات خيرية متحركة مفتوحة في البذل والعطاء والجود والكرم ربى وعلم أبناءه وبناته وأهل بيته على حب العلم والبر والتقوى وتقدير العلم والعلماء وطلاب العلم والتواضع المهيب في النبل الرفيع والرأي السديد والخلق الحميد والصدق والنوال والجود والأفضال والثناء والكرم والوفاء والفخر البهي والقدر الجليل والعز المنيع والشرف الرفيع والبلاغة والفهم والبراعة والإخلاص في القول والعمل فصاروا أصحاب ضمائر حية مرهفي المشاعر، محبين للتواضع، عاشقين للهدوء والسكينة. فكانوا عظماء في أخلاقهم كرماء في أفعالهم لهم صفات عديدة أصحاب دين وعلم جليل. وخصال عظيمة حميدة صبغت مناقب الخير والزهد والتقوى كل مسيرتهم، سكنوا في قلب البعيد قبل القريب، هادئو الطبع، وهم باسمو الوجه، وطيبو القلب، قضوا أعمارهم في الطاعات وقراءة القرآن، والصيام والقيام، فتربوا على الأخلاق الحميدة العظيمة وعلى المحافظة والتمسك بدينهم ويضعون أنفسهم موضع الناس فيشعرون بهم ويعذرونهم. وهذا ما انعكس على أبنائهم في حبهم للخير والتواضع والاحترام.
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً
وَلَكِن يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أقربوهُ
دفعه والده المؤسس، الملك عبدالعزيز آل سعود، في بداية حياته إلى الاهتمام بالتعليم وفن الحروب على حد سواء، إِذ قاد الملك المؤسس حروبًا عدة قبل توحيد بلاده بشكلها الحالي واستقرارها السياسي والاقتصادي.
وعيّنه والده عام 1945 نائبًا لأخيه الأمير منصور بن عبدالعزيز في وزارة الدفاع، وبقي في ذلك المنصب حتى وفاة أخيه منصور عام 1951، فعينه والده وزيرًا للدفاع خلفًا له.
وبعد وفاة والده المؤسس، عُين نائبًا لأخيه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- في وزارة المعارف، وبقي في هذا المنصب حتى بعدما ترك الملك فهد الوزارة.
وفي عام 1963 أعيد تعيينه وزيرًا للدفاع والطيران وبقي فيها لفترة قصيرة، وبعد ذلك عين أميرًا لمنطقة مكة المكرمة.
وفي عام 1969 عينه الملك خالد بن عبد العزيز، رئيسًا لهيئة السياحة السعودية، وبقي فيها حتى عام 1994، ثم عينه الملك فهد بن عبد العزيز، مستشارًا له وبقي يتولى هذا المنصب حتى عام 2005م، عندما قرر ترك السياسة والتفرغ إلى حياته الشخصية وتجارته وشركاته الخاصة.
وفي عام 2006م عاد الأمير مشعل مجددًا إلى العمل الرسمي وإن كان بعيدًا عن عمل الحكومة، إِذ عينه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رئيسًا لهيئة البيعة التي أنشأها لتنظيم أمور الحكم داخل العائلة الحاكمة.
ومنذ ذلك التاريخ، أشرف الأمير مشعل على انتقال الحكم بين ملكين وعدة تغييرات في مناصب ولي العهد وولي ولي العهد، حيث إن وظيفة الهيئة التي أنشئت من أجلها اختيار الملك وولي العهد وولي ولي العهد.
وله من الأبناء:
الأميرة نوف رحمها الله، الأمير محمد بن مشعل -رحمه الله-، الأميرة نورة والأميرة مشاعل -رحمها الله- والأميرة العنود والأمير سلطان والأمير فيصل والأمير منصور بن مشعل والأميرة بسمة والأميرة مضاوي بنت مشعل، والأمير تركي بن مشعل، والأمير عبد العزيز بن مشعل، والأمير خالد بن مشعل -رحمه الله- والأمير بندر بن مشعل والأميرة حصة والأمير سلطان بن مشعل، والأمير سعود بن مشعل والأميرة نورة بنت مشعل والأميرة نوف بنت مشعل، والأميرة مها بنت مشعل والأميرة لؤلؤة بنت مشعل والأميرة سارة والأميرة مشاعل.
أتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى المقام الكريم مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- ومقام ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله- نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخليه وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله- كما أتقدم إلى جميع أسرة الفقيد واخوانه واخواته وأبنائه وبناته وزوجاته وجميع الأسرة المالكة وجميع أصدقائه ومحبيه وجيرانه والشعب السعودي الكريم بأحر التعازي وصادق المواساة سائلاً الله للفقيد الرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- د. فهد بن عبدالرحمن السويدان