د. زيد المحيميد
تعد القراءة من أعظم مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الدول الذكية على نشر العلم والمعرفة من خلال التشجيع على القراءة ونشرها بكافة الطرق التقليدية وغير التقليدية بين جميع فئات المجتمع.
والقراءة من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة الدائمة التي تلازم الشعوب المتقدمة لكونها تسعى دوماً للرقي والتقدم.
سبق أن نشر لي مقالة في جريدة الجزيرة قبل سنوات أطالب بتنظيم «مهرجان خاص للقراءة» في الساحات الخضراء في وطننا المعطاء، وعرضت في المقالة على بعض الأفكار الإيجابية من أجل إنجاح هذه الفكرة وتنظيمها.
الآن برنامج «فكرة لوطني» والذي يهدف إلى تعزيز الإيجابية في المجتمع ومبادرة من إمارة منطقة القصيم والتعاون مع إدارة التعليم وأمانة منطقة القصيم أطلقت المرحلة الأولى من مشروع «القارئ الإيجابي» بالساحات الخضراء وشاركها في التنظيم ثانوية القيروان الإيجابية ببريدة بقيادة قائدها المبدع الأستاذ صالح الحامد في مضمار الإسكان ببريدة حيث تم تدشين هذه الفعالية يوم الخميس 15-8-1438هـ.
شكرا لبرنامج «فكرة لوطني» ممثلة برئيس لجنتها العليا صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم، والمشرف العام على البرنامج الدكتور عبد العزيز الأحمد ببعث الأمل في حب القراءة لكافة أفراد المجتمع باحتضانها المرحلة الأولى من مشروع «القارئ الإيجابي»، والشعور الذي يشعر به مرتادو الساحات الخضراء ببهجة الإجازات من خلال المهرجانات المفيدة لهم، ورسم الابتسامة على أوجه الأطفال وذويهم.
أرى أن تكون المرحلة الثانية «(تثقيف) الساحات الخضراء» بمشروعها «القارئ الإيجابي2» تحت مظلة برنامج «فكرة لوطني» أكثر شمولية، بحيث يكون هناك «خيمة دائمة» للقراءة في كل ساحة خضراء تعرض وتحسن اختيار الكتب المتضمنة بتبسيط التقنية وتطوير الذات والكتب التي تساعد على التفكير.
كذلك ضرورة وجود أمناء لتلك الخيام الإيجابية، مع ضرورة تزويد تلك الخيام بأفلام علمية ووثائقية كأداة جذب للأطفال والتنسيق مع المدارس لعمل زيارات ميدانية هادفة، وأرى أن يكون هناك يوم مفتوح لزيارة الساحات الخضراء والتمتع بالقراءة.
وإن أنسى لا أنسى إدخال التقنية بالمشروع من خلال تأسيس موقع انترنت يتضمن معلومات عن نشاطات «خيمة القراءة الإيجابية» ودورها في إعادة الاهتمام بالكتاب لحياتنا.
إضافة لذلك دعوة المبدعين من المثقفين والكتاب لزيارة الخيمة الإيجابية للقراءة وعرض تجاربهم في القراءة على الأشبال والشباب، وتزويد تلك الخيام ببعض الكتب التي تدعو إلى التسامح والعدل والمنطق ونبذ الإرهاب وسبل التخلص منه.
مشروع «القارئ الإيجابي» هدفه الأسمى تحويل الساحات الخضراء إلى مسرح مفتوح للتمتع بالقراءة وكنوز المعرفة، وإحياء وإيقاظ حب الكتاب لدى الشباب والأشبال.