ناصر الصِرامي
تعمد البرمجيات الخبيثة إلى بث فيروس ينتشر من تلقاء نفسه في أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المكان.
الحقيقة، إنه لا يمكن لمعظم البرامج الخبيثة، أن تنتشر دون عون وتدخل الإنسان، من خلال الضغط على ملفات مرفقة- روابط قد تحتوي على كلمة السر لبدء الهجوم الإلكتروني. وهنا أول نصائح للحماية: انتبه من الروابط قبل أن تعطي أمر الموافقة بالتحميل أو فتح ملف مهما يكن مصدره.
أيضا، وعندما يتمكن البرنامج من التسلل إلى منظمة ما، فإنه يستهدف أولا الأجهزة القابلة للاختراق والهشة ويعطلها. وهو ما حدث الخميس الماضي.
وكالة تطبيق القانون الأوربية المعروفة باسم «اليوروبول»، قالت إن الهجمات الإلكترونية الضخمة التي جرت الخميس لم يسبق لها مثيل. وهو ما وصف أنه أكبر هجوم قرصنة شن حول العالم في يوم واحد، استطاع السيطرة على كل الملفات في الأجهزة التي استهدفها.
وقالت وكالة أفاست المتخصصة في أمن الإنترنت إنها اطلعت على عشرات الآلاف من حالات استخدام برنامج «رانسوم وير» وهو برنامج كمبيوتر يمنع الأجهزة من العمل أو يمنعها من استرجاع معلومات حتى تدفع «الفدية الخبيثة» لبرنامج «وانا كراي».
الهجمات طالت أكثر من 100 بلد في أوربا كما روسيا والصين، إذ تعطلت أنشطة وزارة الداخلية الروسية والاتصالات الإسبانية وهيئة الصحة العامة في إنجلترا (NHS) واسكتلندا. واضطرت هذه المؤسسات الطبية إلى إلغاء عمليات جراحية.
كما تعرضت عدد من الشركات الضخمة في قطاع الاتصالات والطاقة لهجمات مماثلة. وتابعنا صور الأجهزة التي تم اختطاف بياناتها كرهينة مقابل -600300 دولار يطلبها الخاطفون قبل إعادة البيانات، وصور تم تداولها بأكثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. من ذلك صور لآلة التذاكر المعطلة في ألمانيا ومختبر جامعي للكمبيوترات في إيطاليا، ومختبر جامعي للكمبيوترات في الصين. وتصاعدت وتيرة الهجمات لتشمل دولا في القارة الآسيوية.
الملفت، أن الهجوم الحالي يستهدف تحديد نقطة ضعف في أنظمة مايكروسوفت، سبق أن حددتها وكالة الأمن القومي الأمريكية، وسرق جماعة قراصنة يطلقون على أنفسهم اسم «ذي شادو بروكور» برنامجا خبيثا، وجعلوه متاحا بشكل مجاني في أبريل الماضي. باستخدام خلل برمجي يُعتقد أنه كان جزءا من أدوات مراقبة سرقت من وكالة الأمن القومي الأمريكي أيضا..!
وبالرغم من التطور الهائل الذي وصلت إليه تكنولوجيا المعلومات سواء على صعيد البرمجيات أو الأجهزة المتطورة من أجهزة كمبيوتر وألواح الكترونية وهواتف ذكية، إلا أن كل ذلك لم يحل دون وقف عمليات الاختراق، وبالمقدار الذي تتطور فيه التقنية، تتطور نوع الجرائم الالكترونية، والعالم الافتراضي جزء من هذه الحقيقية الصارخة.
إلا أن هناك حدودا دنيا من الحماية الإلكترونية لا يمكن إهمالها، مثل عدم الاستجابة لأي رابط أو ملف مرسل لك إلا بعد التأكد من المحتوى، وحقيقة المرسل، وضع كلمة مرور قوية تتداخل فيها الأحرف والأرقام والرموز. وعدم تثبيت أو تحميل برامج غير معروفة المصدر.
وعدم استخدام كلمة مرور واحدة لكافة أجهزتك وحساباتك المختلفة، استخدام متصفح انترنت معروف وآمن. واستخدام برنامج حماية من الفيروسات واجعله محدثا دائماً، والأهم عدم الوثوق بأية برامج، مواقع الكترونية- بريد الكتروني يقوم بطلب بياناتك الخاصة ما لم تكن متأكداً منه تماماً، وعدم استخدام أي وسيطة تخزين غير معروف دون فحصه عبر برناج مكافحة.
ثم لا تفرح كثيراً بشبكات الواي فاي المفتوحة وغير المعروفة، هذه مصيدة المخترقين لك، تعتقد أنهم يوفرون شبكات مفتوحة مجانية، لكنهم في الحقيقة يحتفظون بكل الأجهزة المرتبطة ويفرغون معلوماتها أولا بأولا بما فيها كلمات السر.