عبده الأسمري
لا يوجد أي بلد في العالم يخلو من الفقر.. وتتفاوت معدلاته ومستوياته من موطن إلى آخر.. ثمة أسئلة عديدة واستفسارات مديدة تتعلق بالفقر.
الفقراء لدينا فئة حاضرة بعضها يظهر وآخرون يتوارون خلف أسوار بيوتهم المتهالكة أو حتى عشاشهم النائية يختبئون خلف عزلة نظام أو اعتزال طلب ويختفون بين آلامهم التي لا تتجاوز عتبات أماكنهم.
نحن في وطن الخير والدولة ساعية إلى توفير العيش الكريم وهذا ديدنها منذ توحيدها وأمور العطاء تتطور وتتبارك وتنتشر ولكن لماذا لا يزال الفقر وكيف يتم القضاء عليه.. والسؤال الأهم.. هل هنالك خطة حقيقية للقضاء على الفقر أو معالجته..
أيام قلائل ويأتي شهر رمضان شهر الخير والغفران. وسنرى تباري الجمعيات الخيرية ومخيمات الإفطار في التنافس على تقديم السلال الغذائية ووجبات الإفطار التي أثقلت مخازن الجمعيات ولكن هل هي كفيلة بالقضاء على الفقر.. وهل الفقر موسميا حتى نواجهه بهذه الطريقة ؟؟!!
الفقراء بين حجة بالغة وحاجة أبلغ إلى كل مقومات العيش الكريم من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وقوت يوم ودخل شهر وأمان عام فاين هذه الحجج والحاجات من أجندات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية «المسؤول الأول عن هذه الفئة» وهل وضعت خطوطا عريضة لاحتواء داء الفقر..
هل وصل إلى المقام السامي الكريم أو رفع لمجلس الوزراء أو جهات صناعة القرار دراسة واضحة لهذا الملف وأعداد حقيقية لحجم الفقر فهو أولى من ظواهر أخرى بل إنه السبب الأول لتفشي البطالة والجريمة والطلاق والعنف وغيرها.. لماذا لا تضع الوزارة هذا الداء كأولوية بدلا عن الاعتماد على أرقام مستفيدين من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات وهم داخل المدن بينما هنالك في القرى من لا يعرف للمال هوية ولا للتعفف غاية.
في جنبات حياتنا اليومية نشاهد الفقراء ونلمس الفقر يتهرب البعض من الحديث عنه كظاهرة ويتحاشى آخرين القول إنه موجود ولكن الحقيقة أن الفقر داء وهذا ما يتجاوز الظاهرة إذا ما ارتهنا إلى عمق الألم وتعمق الحاجة.. والسؤال ماذا قدم الميسورون من عطاءات لهم وأين هم من المسؤولية الاجتماعية في مساعدة الفقراء في فتح مشاريع أهم أو توظيف أبناء أسرهم ولماذا لا يكون هنالك أوقاف مخصصة للفقراء يذهب ريعها لهذه الفئة على أن تكون متعددة خصوصا في الأحياء الفقيرة والتي تعرف بالاسم حتى في المدن الرئيسية حتى وإن كان دخلها محدود لأن الوجود أفضل من العدم.. وماذا أعدت الوزارة من خطط كفيلة لمواجهة هذا الداء. وماذا أعد صندوق مكافحة الفقر وهل لا يزال فاعلا متفاعلا أم إنه مجرد جهة تعتمد على البيانات وقواعد البيانات المكررة وهل هنالك فرق تزور الفقراء وتتفقد أحوالهم في مواقعهم وفي عقر دار الفقر أم أنها تتحرك في حدود المدن وداخل إطارات المستفيدين الحاليين.
الفقر داء وهم وعوز يتأرجح بين حجج مبرهنة بالحال وحاجة تنتظر تبديل الأحوال الموضوع برمته نظاما وأمانة على طاولة وزير العمل والتنمية الاجتماعية وإنسانيا في ذمة كل مقتدر يصادف الفقر أو يأتي إليه فيتجاهله..