د. صالح بكر الطيار
شاهدنا ما وجهه أمير منطقة الرياض من طلب سموه مغادرة القاعة للحاضرين في حفل جامعة شقراء ممن لم يلتزموا بالوقوف للسلام الملكي وأرى أنه منهجية وطنية مميزة صدرت من الأمير فيصل بن بندر الذي عرف بقيادته وتميزه ووطنيته الكبيرة خلال عقود طويلة قضاها في العمل، وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف مقطع الأمير وهو يوجه الحاضرين، الأمر الذي أرى انه سيشكل فجرا جديدا من التعامل الأمثل والمفترض مع السلام الملكي الذي يمثل عنوان وطن بأكمله.
كما نعلم أن السلام الملكي يأتي بداية للمناسبات ونهاية لها ومن خلال كلماته وألحانه نشأنا وكان ملازما لنا منذ الصغر وله أهميته ووقعه الكبير في الأنفس وارتباطها مع الوطن ومقدراته وكيانه، وبالتالي فإن وجوده في أي مناسبة أمر جميل وحيوي وملهم في ربط المواطن بوطنه أيا كانت شريحته وربطه بالمناسبات الوطنية أمر مهم جدا في تلقين الجميع بأهمية هذا الأمر وحب الوطن الصادق النابع من القلب فلا يوجد أحد لا يعرف كلمات نشيد الوطن وهو منهج تعليمي وتربوي ووطني بحد ذاته.
نموذج حي قدمه أمير منطقة الرياض المعروف بحلمه ولكنه أحب أن يعطي درسا في الوطنية كيف لا والحاضرون ينتسبون لجامعة، وأتمنى أن يحتذى بما تم في مقطع الفيديو الذي أرسل لكل جهات الوطن درسا في الوطنية.
وأحب أمير المنطقة الرياض أن يوجه منهجا وطنيا إلى الذين لم يقفوا لتحية العلم، وبالتالي عدم احترامهم للوطن يستحق منا الإشادة والتقدير من الوطن وعلمه والتنويه على أهمية السلام الوطني للدول، خاصة السعودي بعلمها الشامخ الذي يحمل الشهادتين وسيف العدل.
لذا أطالب المدرسة والجامعة والبيت ووسائل الإعلام كافة أن تعزز مفهوم الوطنية وعناصر المواطنة ومن غير المقبول أن يكون بين مجتمعنا، وخاصة في مناسبة أكاديمية من لا يحترمون تراب الوطن خاصة في ظل هذه الظروف التي انشغل فيها المجتمع برسائل كثير منها تحض على كراهية الآخر وتؤجج نار الفرقة بين أبناء الوطن الواحد. فليس هناك أهم من الوطن واحترامه فهو خط أحمر غير مسموح تجاوزه.