عندما يصبح العلم شهادة والتعليم وظيفة والأبوّة مجرد تفريخ، ينتج لنا (احتفالية) تمزيق الكتب بعد انتهاء العام الدراسي كظاهرة تتكرر كل عام!
قديماً ؛ كان العلم يرتبط بالمبادئ ، القيم والأخلاق بمكارمه.
كان التعليم لدى المعلم رسالة.
ولدى الطالب علماً.
ولدى الآباء مسؤولية التربية تجاه أبنائهم.
أما مؤخراً فقد لوحظ تكرار هذا الحدث في كل عام ، دون دراسة مستفيضة تجاهه ودون اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية: ككتابة تعهد من ولي الأمر بإعادة الكتب المسلّمة سليمة نظيفة في نهاية العام أو الفصل الدراسي، مع سن غرامات على أولياء الأمور بدفع قيمة 100 ريال عن كل كتاب لم يُسلم، عدم تسليم الطلبة للشهادات، عدم تسليم الطالب لكتاب المنهج بالمرحلة التي تلي إتلافه لكتابه السابق، سيجعل الآباء أكثر حرصاً على توعية أبنائهم بنعمة توفر الكتب المدرسية بالمجان، والتي تُصرف عليها مبالغ طائلة من قِبل الدولة، عوضاً عن إعادة تدويرها والاستفادة منها أو من عوائد التدوير.
إذاً، على البيت دور يوازي دور المدرسة في التوعية بقيمة هذه الكتب والحفاظ عليها.
إن انتشار مقطع فيديو فوضوي كهذا في 2017 وفي وسائل التواصل الاجتماعي، يسيء لنا كشعب مسلم يتعبّد بأول كلمة نزلت في القرآن (اقرأ).
حيث لا احترام للكتاب ولا للعلم ولا حتى للمدرسة، كون ما حدث كان أمامها، ولا حتى للمارة من نفس الطريق !
كل ذلك يضعنا بموقف حرج أمام المُشاهد له في أي بقعة من العالم ، ليتساءل عن همم أجيال المستقبل وعن فاعلية القوانين والالتزام بتطبيقها لدينا!
وما زاد الطين بلة إعفاء وزارة التعليم لقائد المدرسة كردة فعل تجاه هذا السلوك المستهجن، فكانت النتيجة أن تحملها وحده دون الآباء والطلبة أنفسهم!
نحن بحاجة لمعالجة القضية من جذورها مع دراسة أسبابها لا حل مؤقت يكون ضحيته قائد، قد يكون على أشد الالتزام والمسؤولية تجاه مهنته ومجتمعه، في ظل تهاون يشترك فيه الجميع من وزارة التعليم ذاتها، بعدم سن قوانين حازمة رادعة، إلى الطالب نفسه مروراً بالإعلام، خطباء المساجد، الآباء، والمعلمين.
هذه الظاهرة بحاجة لدراسة مكمن الخلل لدى الطلبة وإعادة النظر في نظام التعليم لدينا، والتشديد على التوعية بأخلاقيات العلم ومعايير السلوك المنضبط ، نحو مجتمع متعلم راقٍٍ طموح معزز بقيم أخلاقية، وبما يتواكب مع أهداف برنامج التحول الوطني لتطوير التعليم في المملكة.