فهد بن جليد
في بعض الدول الخليجية الشقيقة (قطر مثالاً) يُعلن المرور مع كل صباح عبر حسابه الرسمي على تويتر، وفي الجريدة الرسمية (أماكن تواجد الرادارات المُتحركة لذلك اليوم على الطُرقات) مُطالباً قائدي المركبات بالالتزم بالسرعة المُحددة.
يبدو (التخفي والتواري عن الأنظار) و(عدم وجود لوحات تحذيرية) المُعضلة العالقة بين السائقين و(نظام ساهر) لدينا، بعد مرور (ثماني سنوات) بالتمام والكمال على بدء تطبيق نظام الرصد الآلي في شوارعنا، رغم أنَّ إخفاء كاميرا ساهر مُخالف للنظام وربما سبب نتائج عكسية و(حوادث) عند تفاجئ قائد المركبة ومحاولته تفادي المُخالفة، إلا أنَّ ساهر ماضٍ في تعمد إخفاء كاميراته في وضح النهار وأمام أعين الجميع، عدا ذلك برأيي أنَّ هناك اقتناعًا تامًا بجدوى وفوائد تطبيق ساهر في خفض الحوادث والخسائر البشرية والمادية. العلاقة مازال يكتنفها بعض الغموض والشك (إلى حد ما) بين قائدي المركبات وراصد المُخالفات، فالمسألة بين شد وجذب عندما يعتقد السائق بأن (عين ساهر) ترقب محفظته ونقوده، أكثر من التزامه بالسرعة المُحددة والحفاظ على سلامته، فيما يتخفى ساهر ويتورى عن الأنظار (كحيلة نفسية) ليلتزم الجميع بالنظام، عندما يشعرون بأنهم تحت (الرقابة والرصد) بإخفاء مواقع الرصد الآلي طوال الطريق، وذلك بضبط ورصد المُتجاوزين للسرعة والنظام.
نحن لا نريد خوف قائد المركبة وقلقه المُستمر طوال الرحلة، ولا نريد أن نخسر بسبب هذا التخفي فوائد ساهر التي جنينها، لذا يبرز سؤال كبير وواضح هنا: هل حان الوقت لتطبيق استراتيجيات جديدة أكثر قبولاً، بدلاً من إخفاء كاميرات ساهر بعد ثماني سنوات من التطبيق، هذا أمر له مردود إيجابي، وأثر أكبر في تحفيز السائقين على الالتزام بالنظام.
لذا أقترح على ساهر تطبيق إستراتيجية جديدة بنشر كاميراته في كل مكان وبشكل واضح مع علامات ولوحات تحذيرية، وفي حال عدم القدرة على ذلك وزيادة التكلفة المالية، فيمكن اعتماد حيلة (الصناديق الفارغة) فهي أفضل من حيلة (التخفي)، فعلى طول الطريق لا يستطيع السائق التفريق بين الكاميرات الحقيقية والدُمى التحذيرية، وعليه تحمل نتائج تجاوزه السرعة المُحددة.
وعلى دروب الخير نلتقي.