«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
اختلطت مشاعر الفخر، والاعتزاز، والإعجاب، والتشجيع، على محيا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين لدى استقباله ممثلي خريجات الجمعية وأولياء أمورهن في الاجتماع الأخير الذي شهد حضور عدد من أعضاء الشرف وممثلي الجهات الداعمة.
وقف الأمير سلطان والحضور طويلاً ينصتون الى قصص التحدي والإنجاز للفتيات اللائي يمثلن المئات بل الآلاف من أبناء الجمعية، تلك القصص التي بدأت من أروقة الجمعية قبل سنوات قلائل لتصل إلى محطة تكريم خاصة ومستحقة من معالي وزير التعليم تتويجاً لما حققنهُ من تفوق علمي رغم ظروف إعاقتهن.
«بسمة» وزميلاتها كثيرات من خريجات الجمعية -يعانين من عدم القدرة على الكلام أو الكتابة أو المشي- استفدن من برنامج الدمج الذي تطبقه الجمعية واستطعن الوصول إلى السنة النهائية في مرحلة الثانوي تمهيداً للالتحاق بمشيئة الله بالدراسة الجامعية.
الرسائل التي حملتها الفتيات وذووهن تلخصت في جئنا لنقول ..»ليس هناك كلمة مستحيل إلا في قاموس الضعفاء»
حملنا تلك التساؤلات إلى فريق التأهيل التربوي بمركز الجمعية بالرياض، برئاسة الأستاذة سحر الحشاني حيث قالت.. «البداية كانت مع الاطلاع على تجارب أوربية وأمريكية تشير إلى النجاح في تأهيل أشخاص من ذوي الإعاقة يعانون من الشلل الدماغي وتأثيره الحاد على القدرات الحراكية والكلامية، ووصولهم إلى مراحل تعليم متقدمة، بل إن هناك حالات استثنائية وصلت إلى مصاف العلماء أو أكاديميين بالجامعات العريقة!!
وتستطرد الحشاني «وبعرض الأمر على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الجمعية، وجه سموه بالكتابة إلى معالي وزير التربية والتعليم آنذاك لتكليف من يرى لدراسة تطبيق برنامج الدمج لأبناء هذه الفئة في بعض المدارس العامة بالتعاون مع الجمعية، وبالفعل تفاعلت الوزارة مع رغبة الجمعية.
أما عن بطلات قصة الحفل فهن الطالبات بسمة، وصيتة، وفلوة، وهن انضممن لمركز الجمعية بالرياض ضمن مجموعة يصل عددها إلى نحو عشر فتيات في أعمار تتراوح ما بين عمر 7 شهور إلى عامين، تعانين من الشلل الدماغي، وتأثيراته على القدرة على الحركة والمشي والكلام، حيث تلقين برامج التأهيل المكثفة والتي تتضمن العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي وعلاج عيوب النطق وعلل الكلام، وفي سن الخامسة التحقنا بالمرحلة التمهيدية بالقسم التعليمي بالمركز وتعلمن فيها الحروف والأرقام، مع ملاحظة المعلمات قدرتهن العالية على تجاوز كل المراحل التعليمية.