«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الأحساء (المحافظة التي ترتدي ثياب المنطقة) والمتألقة يوما بعد يوم والتي استحقت بجدارة العديد من الأسماء مثل الواحة الخضراء.. وواحة النخيل، والأرض الطيبة وواحة النخيل المباركة وعروس مدن الخليج.. تواصل بدأب ونشاط لا يعرف الكلل مسيرتها نحو التطور والرقي واستطاعت «الأحساء» في إطار النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة والتي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقيادته الرشيدة وبمتابعة جادة وحثيثة من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف وباهتمام سمو الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء ومع الجهود التي انطلقت في إنماء الواحة أن تكرس كل ما من شأنه يساهم في ازدهارها وتنميتها من خلال الخطط والبرامج كل هذا يصب في خدمة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة من خلال تنفيذ مشاريع البنية الأساسية من مخططات جديدة ومشاريع عديدة وشبكات طرق ومواصلات واتصالات وخدمات كهرباء والماء والمستشفيات وكباري باتت والحق يقال مشاهدة بصورة لافتة.
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل استمر العطاء بتطوير وتحسين هذه المرافق ووضع تصورات لآفاق المستقبل تماشيًا مع رؤية 2030م واحتياجات الأحساء وسكانها في السنوات المقبلة بإنشاء مرافق جديدة تواكب الواحة التي باتت تتجه امتدادها نحو الشرق والجنوب وحتى الشمال والغرب. وأصبحت الأحساء في مساحتها أكبر من دول خليجية مجاورة.
ولم تركن الأحساء إلى سمعتها القديمة والتي كانت يوما ما هي المدينة الأولى في الخليج وكان فيها أقدم ميناء تجاري في المنطقة «العقير» بل استفادت من هذا الوضع وطورته لتصبح اليوم الأحساء. شكلاً آخر.. واحة سياحية وتراثية وثقافية بل إنها باتت تجذب بفعالياتها الآلاف من المواطنين والمقيمين وأبناء الخليج الذي يتوافدون عليها في مختلف المناسبات والمهرجانات. ومؤخراً كشف المتحدث الإعلامي بالهيئة العامة للطيران المدني عبدالله الخريف عن تحويل مطار الأحساء من مطار إقليمي إلى مطار دولي مشيرا إلى أن الهيئة أعلنت منذ شهرين تقريبا عن موافقة مجلس إدارتها على تحويل المطارات التي تستقبل وجهات دولية (المطارات الإقليمية) إلى مطارات دولية وتنطبق عليها المواصفات والمعايير ومن ضمنها مطار الأحساء الذي تم تغيير مسماه إلى مطار الأحساء الدولي مؤخراً.
يشار إلى أن المطار تم تأسيسه في عام 1985م. وتبلغ مساحات صالات السفر 1667 مترا مربعا. كل هذا جميل وخطوة رائدة ومحمودة من الهيئة العامة لطيرانا المدني.. لكن حلم الأحساء الذي تحلم به دائما وتتمنى من قيادتنا الحكيمة والمعطاءة أن تحقق حلمها بإنشاء مطار دولي يتناسب مع ما تعيشه أحساء الخير من نهضة في هذا العهد الزاهر. خصوصا وأن مطار الأحساء يشهد إقبالاً كبيرًا على مختلف رحلاته ويضطر من يريد السفر منه أو القدوم إليه الحجز المسبق قبل عدة أيام إن لم يكن أسابيع. وماذا بعد الأحساء الواحة الكبيرة التي يوجد بها ملايين من المواطنين وملايين من المقيمين إضافة إلى ما يتواجد بها من عمالة. كل هذا وذاك يدعو إلى ضرورة تنفيذ مشروع مطار كبير لواحة كبيرة تمتد من بقيق حتى منفذ البطحاء وشيبه فهل نحقق للأحساء حلمها الذي تتمنى كما أشرنا أن يتحقق. نأمل ذلك!