د.محمد بن عبدالرحمن البشر
لا أعتقد أنّ هناك من لا يرى أنّ المملكة هي اليوم محط أنظار العالم، وأنها تقع على هرم قيادة المنطقة، برؤية جديدة، وفكر جديد، وأن تتخذ إجراءات سياسيه تتعدى فوائدها المملكة إلى غيرها من الدول، وأن لديها منظوراً جديد للتكامل الاقتصادي مع العديد من دول المنطقة والعالم، وهي حريصة كل الحرص على وضع الشباب على الطريق السليم، لمزيد من العطاء والصبر، وتحفيز المكنون الإبداعي لينطلق في هذا الفضاء العالمي الرحب الزاخر بالخدمات والتقنيات، ليكون له موطأ قدم مع الدول المتقدمة، التي لا تبز غيرها إلا من خلال المثابرة والجد والاجتهاد والعمل الدؤوب، والصبر، والمصابرة.
المملكة اليوم، تقود المنطقة سياسياً، فهي تقرب وجهات النظر، وترمم ما يمكن ترميمه، بل وتبني ما هدم من خلال ما سمي بالربيع العربي، ويبدو أن ربيعاً حقيقياً سيهب على المنطقة بعد أن أسقط الخريف العربي كل أوراقه الصالحة والطالحة، وهز أغصانه، ورمى بثماره على الأرض، ويبدو أن هذا الربيع الذي ترعاه المملكة سيكون ربيعاً زاهياً مزهراً ثم مثمراً، يسمح لأبناء المنطقة أن يقطفوا ثماره، وأن تكون جذوره راسخة في الأرض، يصعب على الرياح قلع الأشجار، والرمي بها على الأرض.
المملكة اليوم استخدمت احترامها لدى الدول الفاعلة في العالم لرفع القيود عن بعض الدول العربية، وقد صرح بذلك لإحدى القنوات مدير مكتب رئيس إحدى الدول العربية، والمملكة هي الساعية دائماً لبناء الدول والتخفيف من آلامها.
المملكة حاربت وتحارب وستظل تحارب الإرهاب بشتى صوره ومفاهيمه، وأكثر تلك الصور هي البناء الفكري الإرهابي في عقول النشء، والتغرير بهم، والدفع بهم إلى أتون التفجير، والتخريب، والتدمير، وغيرها من صنوف الأعمال غير الإنسانية، ناهيك عن أن تكون إسلاميه.
المملكة ترسم لوحة جديدة عن الإسلام، لاستبدالها بتلك التي حاول الإرهابيون رسمها عن الإسلام، وتلقفها من تلقفها ليزيد عليها شيئاً من السواد القاتم، وهي اللوحة التي ترسم اليوم بريشة قيادتنا هي الأكثر فاعلية في المحافل الدولية لما للمملكة من ثقل عالمي كبير.
يجتمع زعماء العالم العربي والإسلامي بحضور الرئيس الأمريكي، الذي قرر أن تكون المملكة أولى محطاته، ليرسل للعالم رسالة واضحة أن قيادة المنطقة مستقرة في المملكة، وأنه يعول عليها كثيراً لبناء صفحة جديدة من التسامح الذي أشار إليه الرئيس الأمريكي في كلمته عن المملكة وخدمتها للبقعتين الإسلاميتين المقدستين في العالم الإسلامي .
المملكة سوف تستقبل زعماء العالم الإسلامي الذي سوف يمثل جميعه في هذه القمة إلا من أبى لحقد دفين.
وإن كانت هذه القمة ستكون قمة التسامح وتهيئة مناخ أفضل للشباب الإسلامي الكبير، فإنّ انعقادها في المملكة يدل على أنّ المملكة هي القادرة على إيجاد ذلك المناخ والسهر على استمرار فاعليته .
ونحن نعلم أنه سيرافق هذه القمة، قمم أخرى، والمملكة تدرك أنّ كثيراً من الدول العربية، تعاني من مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية، وأنّ هناك فرصاً متاحة لردم الهوة بين الفرقاء، والتقريب بين الزعماء، والحد من البؤس والشقاء.
القمة الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة تحمل الكثير من المعطيات والآمال في مجالات سياسية واقتصادية وعسكرية، وكلنا يعلم أن رؤية 2030 واضحة المعالم، وتبعث على الأمل، وتسير بخطوات فعليه، ترتكز على الجد، والإبداع، والتجديد، والنظر إلى الهدف الأسمى، ولن ننسى تلك الجملة التي ذكرها صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد - حفظه الله -، بقوله إنّ طموح شعب المملكة ليس له حدود، وحقاً أنه ليس له حدود، ولهذا فالأمل كبير، ولا شيء يمكنه أن يوقف المملكة عن تحقيق رؤيتها بعون الله وتوفيقه.