جاسر عبدالعزيز الجاسر
بما كشف عن برنامج مباحثات قمم الرياض الثلاث ونشاط الرئيس الأمريكي ترامب في اليومين اللذين سيقضيهما في الرياض، وتواجد 56 من قادة الدول العربية والإسلامية، أن تلك القمم ونتائجها ستغير كثيراً من قواعد اللعبة السياسية ليس في المنطقة وأعني منطقة الشرق الأوسط، بل في كثير من مناطق العالم نظراً لمشاركة العديد من الدول من قارات آسيا وإفريقيا وطبعاً أمريكا الشمالية ممثلة بأهم وأكبر وأقوى دولها أمريكا.
يوما القمم الثلاث سيكونان حافلين بالفعاليات والأنشطة والاجتماعات ولن تكون تلك الاجتماعات مقصورة على قادة الدول التي ستشارك في تلك القمم، فهناك وحسب ما كشفت عنه الترتيبات التي وضعت للقمم الثلاث العديد من الفعاليات المصاحبة للمباحثات الرسمية التي سيحتضنها مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، فبعد عقد القمة التاريخية بين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي ستكون منطلقاً للقمم الثلاث تعقد القمة الخليجية الأمريكية والتي كما ذكرنا ستتم في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، والتي ستشهد مباحثات معمقة ومركزة لمناقشة التهديدات التي تواجه الأمن في المنطقة وبناء علاقات اقتصادية وتجارية وتقوية أسس العلاقة الإستراتيجية بين دول الخليج العربية وأمريكا.
إلى جانب ذلك يعقد في فندق الريتز كارلتون مؤتمر مغردون 2017م والذي يشارك فيه الرئيس ترامب والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس التنفيذي لـ»تويتر» ووزير الخارجية الأمريكي ريكس يتلرسون والناشطة مالالايو سخازاي ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد وآخرون لمناقشة حية تبث على محطات التلفزيون الفضائية حول مكافحة التطرف والإرهاب في العصر الرقمي.
كما ستعقد القمة العربية الإسلامية الأمريكية في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات والتي ستشهد مباحثات مكثفة ومعمقة في كل ما يهم الدول العربية الإسلامية وبناء شراكة إستراتيجية مع أمريكا لمواجهة الإرهاب ومنع التهديدات ومحاصرة بؤر الإرهاب من خلال مواجهة القوى الداعمة له، مع العمل على تعزيز قيم التسامح والاعتدال.
وفي سياق جهود مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف يفتتح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف والذي سيكون مقره قصر الناصرية، كما سيشهد فندق الرياض إنتركونتننتال عقد منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب ويشارك فيه نخبة من الباحثين ومراكز الدراسات والبحث في طبيعة الإرهاب ومستقبل التطرف، ولم يغفل الجانب الاقتصادي والتجاري واستثمار زيارة الرئيس ترامب لتفعيل ذلك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، حيث سيشهد فندق الفورسيزون في الرياض عقد لقاء موسع رفيع المستوى وليوم واحد للرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية والسعودية بهدف تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة وأمريكا عبر منصة لتعزيز التجارة البينية وتذليل الصعوبات التي تحول دون إقامة روابط اقتصادية أوثق.
أيضاً لم يغفل الجانب الثقافي والحضاري للتعريف بالمملكة وبتراثها الثقافي والحضاري حيث سيزور الرئيس الأمريكي ترامب في اليوم الأول من وصوله الرياض مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، والذي يمثل منارة للثقافة والحضارة تسلط الضوء على التاريخ العريق لشبه الجزيرة العربية ورسالتها المتمثلة في نشر الدين الإسلامي وقيم التسامح.
كما سيشهد الديوان الملكي معرضاً موازياً يهدف لإبراز الفن السعودي المعاصر عبر أجيال مختلفة مع التركيز على جيل الشباب والتشجيع على تفعيل وتنشيط الحوار بين الثقافتين السعودية والأمريكية.
وهكذا ستكون الرياض حافلة بالحراك السياسي الدولي والاقتصادي والثقافي والحضاري وتوظيف كل ذلك لخدمة الأمن والسلام والقضايا العربية والإسلامية.