سعد بن عبدالقادر القويعي
ما حدث في حي المسورة في القطيف - قبل أيام -، من قبل بعض المجموعات التي تحمل أجندات خارجية تريد الخراب، والدمار لهذه الدولة المباركة، - خصوصا - بعد أن أربكت عمليات التطوير بحي المسورة ببلدة العوامية الجماعات الإرهابية التي تتحصن في أزقتها، ومنازلها المهجورة، وشكلوا حاضنة قوية لهم، وهو ما تمثّل في بيان المتحدث الأمني بشأن الأحداث الأخيرة، من أن العوامية تعد من أكثر المناطق التي يتم تجنيد العناصر الأمنية بها من قبل المطلوبين أمنيًّا، وتدريبهم على استخدام الأسلحة؛ ليتم بعد ذلك استهداف القوات الأمنية، وعابري السبيل، وما إن تكتسب تلك العناصر الخبرة اللازمة في استخدام الأسلحة، وإطلاق النار؛ حتى يتم تكليفهم بالمشاركة في تنفيذ العمليات الإرهابية في محافظة القطيف.
لا يمكن تعليل الجرائم الإرهابية، وقتل الأبرياء تحت أي مبرر، والتي تنفذها عصابات العوامية، - خصوصاً - بعد أن انكشف مخططهم بجلاء عن تدخلات إيران السافرة، ومفاعيل الحركات الراديكالية نحو هذه الفئة، فتعدد مصادرهم، واختلاف شعارات مريديهم، وأيديولوجيات المخططين لهم، ومنفذيه، هم من اشتركوا في الهدف نفسه. كما أن المحرضين على الإرهاب، والصامتين عن استنكاره، وردع المحرضين عليه، هم سواء في قبح الجريمة، وشناعة التحريض، ومحاولات الخروج عن النظام؛ من أجل خلق حالة من الإرباك، والفوضى، والتأزيم، - لا سيما - وقد وفّر منطلقهم العقدي الغطاء الأيديولوجي للصراع السياسي في المنطقة.
إن حماية الوطن مقدمة على كل اعتبار، والوقوف في الصف الأمامي مع الأجهزة الأمنية ضد الجرائم الإرهابية، والتي تمثل دليلاً قاطعاً على فشل مثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة في النيل من مقدرات الدولة، أو عرقلة الجهود التنموية المتواصلة فيها - مطلب مشروع -، بعد أن استقوى العنف اللامحدود - مع الأسف -؛ للتأثير على تركيبة المجتمع، وتمزيق النسيج الاجتماعي، والعمل على تفتيت اللحمة الوطنية، وجعلها ساحة لصراعات سياسية، وطائفية، ومذهبية.
إن جاز لي أن أختم بشيء، فهي الإشارة إلى أن السياسة السعودية في مكافحة الإرهاب تتناغم مع سياقات التقدير الدقيق للمواقف، والذي يفضي إلى اتخاذ القرار الصائب في كل حدث وفق المستجدات، والتعامل معه - محلياً وإقليمياً - بما يجعل الأمن راسخاً، وإغلاق مخططات الخارجين على النظام، من الذين يريدون أن تكون تلك الأحياء مرتعاً خصباً؛ لترويج مخدراتهم، وأفكارهم الإرهابية، والنيل من وحدة الوطن، واستقراره، وضرورة العمل على تثبيت دعائم الأمن، والسلم، والحفاظ على أمن المواطنين، والمقيمين على أراضي هذه الدولة المباركة.