فيما تتواصل فعاليات المشروع الثقافي الفكري (كيف نكون قدوة؟).. تقول المؤشرات الانطباعية الأولية عنه، أن الناس قد تلقفوه بكثير من الحفاوة، بما يبشر بتحولات قيمية أكثر أثرًا في أوساط المستهدفين.. وفق ما خطط لها الأمير المثقف الواعي، سمو الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، ضمن حلم سموه العريض، المتجسد في رؤية الإمارة: (بناء الإنسان وتنمية المكان)..
ونود أن نبعث عبر هذه السطور برسالة اطمئنان، تستند إلى واقع حياتي معروف، وهو أن كل ما له شأن بتطوير النواحي الوجدانية للإنسان -أي إنسان- لا يمكن أن يحقق أهدافه بين عشية وضحاها، وهذه مُسلمة معروفة، ولذلك نقول لمن كان يتوقع أن يجد مخرجات المشروع متحققة على الفور، نقول له اهدأ قليلا؟.. فإن أي مشروع كهذا يحتاج بالضرورة إلى الوقت لكي تتلبس النفوس بكامل أهدافه ثم تتماهى في فضائه لتكون الثمار ناضجة لاحقا.. فتبديل السلوكيات الإنسانية لا يكون في ذات اللحظة غالبا.. فالمسألة ليست قطعة بلاستيك أو حديد، تدخلها في المصنع من هنا، ثم تحصل على المنتج بعد ساعة مثلاً.
إن بناء الإنسان عمل شاق يحتاج إلى الوقت، بل لا أبالغ إذا قلت الوقت الطويل، ولكن المهم أن نبدأ منطلقين من رؤية واعية واضحة، ثم عبر المحاور الإجرائية يكون العمل المتواصل بعزيمة وإصرار و"متابعة" والأخيرة مهمة، ثم بعد ذلك سنصل جميعًا وحتماً إلى النتائج المرجوة، حتى ولو طال الوقت قليلاً.
ولذلك على الذين انتظروا نتائج سريعة لمشروع (كيف تكون قدوة؟)، وغيره من محار إستراتيجية المنطقة فإنهم مخطئون.. ولكن الثابت أننا على مشارف ثقافة راقية قادمة، سوف تتجسد في إنسان منطقة مكة المكرمة، لتكون علامة مميزة لا تخطئها العين عملاً وإنتاجا وسلوكاً.
المشهد الأكثر بهاء في مشروع (كيف نكون قدوة؟) أنه جاء معاضداً ومترجماً للهدف الثاني من الرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة، وهو الارتقاء بتنمية الإنسان ليبلغ وصف "القوي الأمين" من خلال مشاركة مجتمعية واسعة ومتكاملة، عبر التوعيات، والاتصالات، والمبادرات، وتحليل المشكلات، واقتراح الحلول.
وأخيراً.. نختم بجزء من كلمة سابقة لسمو الأمير خالد الفيصل، كإضاءة على طريق هذا المشروع الخلاق، ففيها مضامين عميقة، يقول سموه: (ديننا الإسلام، ودستورنا القرآن والسنة، ومناهجنا إسلامية، وكذلك حياتنا إسلامية.. فكيف لا نكون قدوة؟).