د. عبدالرحمن الشلاش
أظهر مقطع فيديو تم تداوله بين الناس فأراً كبيراً في الحجم يقضم الخبز حيث يظهر بوضوح في زاوية فاترينة الخبز في كافيه بول أحد أشهر المقاهي في شارع الشانزلزيه الباريسي. المنظر المقزز للفأر اضطر الزبائن للهروب من المحل. برغم هذا لم تعلق وسائل الإعلام الفرنسية على هذا الحادث المضر بصحة الناس وربما اعتبرته حادثا عابرا يمكن معالجته بعيدا عن الشوشرة.
ربطت ما ورد في المقطع مع بعض المقاطع التي يروجها بعض الأشخاص عن مطاعمنا ومقاهينا هنا في السعودية وأنها تموج بالقذارة وقلة الاهتمام وضعف المتابعة من قبل الأجهزة الحكومية المسئولة, ووصل الأمر إلى بث وتداول مقاطع مقززة عن لحوم حمير وكلاب يتم تقديمها للزبائن وكأننا في بلد شديد التخلف, ورغم نفي المسئولين لما ورد في هذه المقاطع جملة وتفصيلا وأنها غير واقعية إلا أن البعض استمرأوا هذا الأمر إما جهلا منهم, أو غباء مفرطا, أو قصدا وعمدا من قبل أفراد وجماعات من الداخل, أو من خارج المملكة لتشويه صورة هذه البلاد برسم صور سوداء قاتمة وفق أهداف مرسومة ثم يتلقفها البعض دون وعي لينشروها في كل موقع وهم بهذا الفعل يحققون للأعداء ما يسعون إليه.
تصور لو أن هذا الفأر الباريسي عثر عليه هنا ما ردة الفعل المتوقعة, وهل سيعتم عليه كما حدث في باريس؟ هل سيتم التعامل معه بنفس طريقة الفرنسيين الحريصين على سمعة بلادهم؟ وفقا لما ذكرت من وقائع لنشر مقاطع وصور معظمها غير صحيح أعتقد أن المقطع سينشر على أوسع نطاق بل أن مجموعات سينتظرونه على أحر من الجمر, أما وسائل الإعلام المفتوحة فأعتقد أن سعيها للإثارة سيخلق من هذا المقطع الصغير قضية كبيرة!
لا أنكر وجود إهمال في بعض المطاعم والمقاهي, وغفلة من بعض الجهات المتابعة, ومناظر غير جيدة نتيجة سوء نظافة من بعض العمالة لكنها في كل الأحوال لا تصل لدرجة ما يصور وما يبث من مقاطع معظمها مفبرك ومكذوب نتيجة أهواء مجحفة في قلوب سوداء مظلمة لا ترى من الحسن شيئا, وتصور الجمال قبحا, اعتادت على جلد الذات والإعجاب المفرط بالغرباء ! حتى الفأر الباريسي وحادثته السيئة تم تمريرها والسكوت عنها!
مجرد سؤال, لماذا لا نحاول تصحيح أي وضع غير جيد بعيدا عن الإثارة والتشهير لنقطع الطريق على كل متربص حقود؟