* أتمنى من القرّاء الأعزاء ألاّ يولوا كثير اهتمام في التدقيق اللغوي للعنوان أعلاه فقد أُشبعت جُملة «أكلوني البراغيث» تحليلا لغويا وتفصيلا منذ قيلت لدرجة أن أسماها البعض بلغةِ بني الحارث بن كعب.
* أيضا إدماج (لا أُحبذ حشر) مفردة أعجمية ويب «Web» في حكايتنا هُنا مقصود تماما لأن ما سيأتي من كلام مرتبط بكثير من مفردات الأعاجم الذين سهّلوا علينا مشكورين كل أمرٍ عسير ومن ذلك تلك ثلاثيّة الـ(WWW) التي ننقرها بأصابع من برود على لوحات مفاتيح تلك الأجهزة الذكيّة المتعددة كبيرة الحجم منها والصغير فتنفتح لنا نوافذ العالم على مصاريعها نُطل (بعضنا على استحياء) على كل مُدهش ومُذهل من الأخبار والعلوم والمعارف، ليس هذا فحسب بل ربما تعلّمت عجوز ملهوفة في سوق مصعد في مدينة «عنيزة» بإقليم القصيم كيف تكتب تلك الأحرف الأعجميّة الثلاث التي تختصر (World Wide Web) ذلك التعريف فائق القدرة والتعقيد لنشر النصوص والصور داخل الشبكة تلك العنكبوتية ملياريّة السعة التخزينيّة.
* تلك العجوز العنيزاوية ومثلها الكثيرات من أمهاتنا وجدّاتنا في مختلف بقاع هذا الوطن مترامي الأطراف وجدن ما يُطفئ لهفتهن على الأحباب في الجزء الآخر من العالم صوتاً وصورة.
* أقول (ولا أود الاسترسال كثيرا) ألا يستحق من أشفق على تلك القلوب الرهيفة لتلك العجوز العنيزاوية وأمثالها حين قرّب اليهن البعيد بحيث جعل أحبابهن في الغربة قاب قوسين أو أدنى من حبل وريد دعائهن بالرحمة والغفران لذاك (الكافر) الذي سمّاه جهلا داعية محلّي ربما بالكاد يفك الحرف العربي؟
* أعود لحكاية براغيث الويب (Web.bugs) التي احتلت ضعف المساحة في عنوان هذه المقالة فلا أجد حرجا في القول ما أكثرهم اليوم(كبشر) في الشبكة العنكبوتية.
* المصطلح أعلاه تقني بحت وكل متخصص أو محترف في البرمجيات يعرف ما هي براغيث الويب وحيث إنني مثل أكثركم لستُ تقنيا أو متخصصا في هذا الحقل لكنني قد أعجبت بمفردة (البراغيث) وهي حشرات صغيرة (حسب شرح المواقع العلمية المتخصصة) ذات خطورة عالية على صحّة الانسان يطول الحديث عن ضررها.
* هُنا لن أُقرر حقيقة علمية لكنني سأختم بسؤال سيّما ومعظمنا قد تورط في التعلّق بمنتجات تلك الشبكة العنكبوتية لدرجة الإدمان وصعوبة الفكاك منها: كم من برغوث (بشري) عبث بضمير تويتر و الواتس آب وثالثهم الفيس بوك؟
- د. عبد الله إبراهيم الكعيد
aalkeaid@hotmail.com