هاني سالم مسهور
تستوطن الجماعات الإرهابية أحياء أوغلت في القِدم فتحصل من خلال الأبنية القديمة والمهجورة على مواقع تقوم من خلالها بصناعة المفخخات وإخفاء الأسلحة وغيرها من المواد والأجهزة المحظورة، حي المسورة في العوامية بمحافظة القطيف ليس الأول الذي يعرف كهذه الحادثة، فلقد سجل مخيم نهر البارد في لبنان ذات الأزمة عندما أعلنت جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة سيطرتها عليه، وقامت بعمليات قتل وسطو مستخدمة الأهالي كدروع بشرية، بئر علي في تونس مثال آخر، كذلك الكرداسة في مصر وفي كل الحالات تم التعامل الأمني معها عبر الحصار ثم المداهمة العسكرية.
مخططات التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني تهدف بشكل مباشر لاستهداف الاستقرار الأمني ونشاطها الإرهابي في العوامية ليس وليد اللحظة، بل هو استمرار لخطة متواصلة تقف خلفها الاستخبارات الإيرانية، وهي تحاول بث رسالة يائسة عن انعدام الأمن في هذا الجزء من المملكة، وهي رسالة أخرى تؤكّد أن الإيرانيين الذين يشعرون أنهم فقدوا تأثيرهم في البحرين أولاً ثم اليمن بشكل كبير أصبحوا لا يمتلكون من الأدوات غير ما حدث في المسورة.
المشاريع التنموية التي تقوم بها الأمانة والبلدية في القطيف هو العمل الذي ترفضه تلك الجماعات التي تدرك أن هذه المشروعات هي تهدم بيئتهم التي من خلالها يستطيعون تحقيق أهدافهم سواء بتخزين السلاح أو المتاجرة فيه أو تصنيع المتفجرات، لذلك يواجهون هذه الأعمال بكل شراسة غير مكترثين بحياة السكان المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة .
هذه المواجهة مع هؤلاء الخونة لوطنهم يجب مواجهتها على كل المستويات، فكما يقوم رجال الأمن بمواجهتهم في الميدان عبر محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم والتعامل معهم بما يقتضي الموقف، فإن على الإعلام مسؤولية كشف حقيقة هؤلاء للرأي العام وما تفعله إيران من تخريب متعمد لا يتوقف باستهداف أمن المملكة، الدور الإعلامي يجب أن يقود حراكاً واسعاً يؤازر أبطال وزارة الداخلية ويحفز كل شرائح المجتمع للتفاعل الإيجابي لتحقيق القدر الأوسع من الإدراك الجمعي لخطورة هذه الجماعات الإرهابية.