فهد بن جليد
العالَم يضبط ساعته على توقيت الرياض قِبلة الدبلوماسية وعاصمة القمم؛ فالأنظار تتجه إلى هنا - اليوم وغدًا - باهتمام بالغ وكبير لمتابعة النشاط الأول (عالميًّا) للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خارج الولايات المتحدة، وهو يحط رحاله في الرياض أولى محطاته الخارجية.
ترامب يؤكد بكل وضوح في هذه الزيارة مدى احترامه وتقديره للقيادة السعودية ومكانتها، وللمملكة كحليف استراتيجي هو الأقوى عربيًّا وإسلاميًّا، والأكثر تأثيرًا في المنطقة، والأهم بين مختلف الحلفاء؛ لذا اختارها (الرئيس الذكي) لتكون إطلالته وانطلاقته نحو العالم كأرض للسلام والعزم، عقب مصافحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبحث المصالح المشتركة بين الرياض وواشنطن كعاصمتين، تجمعهما الكثير من الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية، والتاريخ العريق، والتنسيق السياسي، والتعاون الأمني والعسكري، والتبادل الثقافي والمعرفي، من خلال سلسلة من الاجتماعات الثنائية والاتفاقيات المتوقعة، التي تصب في مصلحة البلدين من أجل تقوية وترسيخ هذه العلاقة التي أسس لها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والرئيس روزفلت قبل نحو 72 عامًا.
العلاقات السعودية الأمريكية التي بدأت منذ أكثر من 85 عامًا علاقات راسخة وفاعلة ومهمة لكلا الجانبين، وهي تشكل في الوقت ذاته أهمية كبرى لكل عربي ومسلم، ولكل محب لسلام وتطور منطقتنا والعالم؛ لأن المملكة دائما ما تستثمر هذه العلاقة القوية, وثقلها ومكانتها الدبلوماسية والدولية من أجل خدمة مصالح العرب والمسلمين والقضايا العادلة لأمتنا، ونشر السلام والسلم العالميَّيْن، وهو ما سنشهده في القمم التالية (الخليجية، والعربية الإسلامية الأمريكية).
سلسلة اللقاءات التاريخية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس ترامب التي تنطلق اليوم تؤسس - حتمًا - لمرحلة جديدة ومتطورة من العلاقات بين البلدين، اللذين تتطابق رؤيتهما نحو كثير من القضايا، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب والفكر المتطرف، والأوضاع في سوريا واليمن، ومواجهة الخطر الإيراني الذي يؤثر سلبًا على أمن واستقرار المنطقة. كما أن الجدول الحافل للرئيس الأمريكي بالرياض يؤكد مدى انفتاحه وثقته بالقيادة السعودية ورؤيتها، وقدرتها السياسية والاقتصادية، ومكانتها الدينية، كشريك وصديق يعتمد عليه؛ وهو ما دعا المراقبين والمحللين للتفاؤل بعودة الدور الأمريكي الفاعل للمنطقة، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، بالتعاون مع الدول الصادقة، وفي مقدمتها المملكة. فأهلاً وسهلاً بضيف البلاد الكبير الرئيس ترامب في عاصمة العرب والمسلمين، عاصمة الحزم والعزم.
وعلى دروب الخير نلتقي.