سعد الدوسري
اختلف الناس حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكثر من اختلافهم حول أي رئيس أمريكي سابق. وذلك لأن وصوله لكرسي الرئاسة خذل النخب السياسية والفكرية والثقافية، وصدمهم أيما صدمة. ولأول مرة، نشاهد رجل الشارع واللاعب والممثل السينمائي والإعلامي ورجل الأعمال، يشتركون في هذه الصدمة، وكأنهم أمام مقطع من فيلم خيالي، أو من فقرة من برنامج كاميرا خفية.
لماذا هذا الاختلاف؟!
أثناء تواجدي الأسبوع الماضي في ميتشيجين وفي شيكاغو، طرحت هذا السؤال على عدد من الأمريكيين والأمريكيات، في مواقع مختلفة، إعلامية وطبية وجامعية، في طائرات وسيارات أجرة ومطاعم وجوامع، وكانت الإجابات تتنوع بين الإجابة التي تريد أن تشفي غليلك، وبين التي تريد أن تتملص منك. ولعل الرابط المشترك، هو أن الشعب لم يعتد على شخصية ترتجل وعودها، دون أن تعبأ بما هو مكتوب بالأوراق الرسمية، المعدّة سلفاً. هم معتادون على حكم من يلتزم بالكلمات المكتوبة له، كلمة كلمة. وعلى من يُصدِر القرارات الجاهزة، وأن يتجاهل الأسئلة التي تمس هيبة البيت الأبيض. جاء هذا الرئيس، ليغير مواقع أحجار اللعبة، ولكن من بابه الخاص، الباب الذي يخافه النخبويون.
اليوم، دونالد ترامب في الرياض، عاصمة الدول العربية والإسلامية، في محاولة لترجمة خطابها الأصيل والمتأصل، لتشكيل جبهة عالمية للقضاء على الإرهاب والإرهابيين في كل دول المعمورة. فهل يكون هذا الرئيس الأمريكي المختلف، هو المترجم الفعلي لهذا الخطاب؟!