«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يقف لاعبا فريق الهلال الكبيران محمد الشلهوب وياسر القحطاني على مشارف الاعتزال؛ إذ يبلغ الأول 37 عامًا، ويبلغ الثاني 35 عامًا. ويرى الكثير من المنتمين لنادي الهلال، ومن يفكر بعقله لا بعاطفته، أنهما وصلا لمرحلة يجب أن يتوقفا فيها عن الركض في الملاعب قبل أن يُجبرا على التوقف؛ فأرقامهما مع الهلال في السنوات الأخيرة أصبحت مخجلة، ولا تليق بلاعبَين كبيرَين، قدما في سنوات ماضية كل ما لديهم، وأبدعا، بل نقلا الهلال من مرحلة جيدة لمرحلة أفضل، بفضل قدراتهما الفنية التي كانت عالية، ولكن سُنة الحياة توجب عليهما التوقف حفاظًا على تاريخَيْهما الكبيرَين.
(الجزيرة) عادت إلى أرقام اللاعبَين في دوري جميل، وكانت صادمة بالنسبة لمحبي الكيان غير العاطفيين؛ فياسر لعب مع الهلال هذا الموسم في الدوري 12 مباراة بمجموع 187 دقيقة فقط، بمعنى وكأنه في كل مباراة يلعب 15 دقيقة فقط! والحصيلة في هذه الدقائق كانت عبارة عن 4 أهداف، منها هدف جاء من ركلة جزاء، وأضاع أخرى، بينما صنع هدفًا وحيدًا. ومقارنة بالمواسم التي أبدع فيها ياسر، وكان في عز عطائه الفني، فإن أرقامه الحالية لا تسعفه على الاستمرار. فمثلاً في موسم 2010-2011 لعب ياسر للهلال 16 مباراة بمقدار 1132، استطاع من خلالها تسجيل 16 هدفًا، لم يكن بينها إلا هدفان من ركلتَي جزاء، بينما استطاع صناعة هدف. وفي موسم 2012-2013 لعب ياسر 20 مباراة بمقدار 1194 دقيقة، استطاع من خلالها تسجيل 13 هدفًا، وصناعة 3 أهداف.
أما بالنسبة للكابتن محمد الشلهوب فقد لعب للهلال هذا الموسم في الدوري 10 مباريات بمقدار 374 دقيقة، سجل فيها هدفين، أحدهما جاء من ركلة جزاء، ولم يصنع إلا هدفًا وحيدًا، رغم أنه صانع لعب! وبمقارنته في المواسم السابقة نلحظ تراجعًا كبيرًا وخطيرًا، يستحق أن يتوقف أمامه اللاعب ومحبوه؛ فمثلاً في موسم 2009-2010 لعب الشلهوب للهلال في الدوري 20 مباراة بمقدار 1561، استطاع من خلالها أن يكون هدّاف الدوري بتسجيله 12 هدفًا، كما أنه صنع في ذلك الموسم 5 أهداف. وفي الموسم الذي يليه 2010-2011 لعب الشلهوب 25 مباراة بمقدار 1927 دقيقة، سجل فيها 5 أهداف، واستطاع صناعة مثلها. وفي موسم 2011-2012 لعب الشلهوب 20 مباراة بمقدار 1679 دقيقة، سجل فيها 7 أهداف، واستطاع صناعة 11 هدفًا.
هذه أرقام النجمين الكبيرين، وعلى محبي النجمين قبل محبي الهلال أن يقرؤوا ويحللوا تلك الأرقام، ومن ثم يتساءلون إلى أين يتجه سير عطاء النجمَيْن!؟
سؤال كبير تكشفه الأرقام التي في كل موسم تقول للنجمين «احفظا تاريخَيْكما، وما بنيتماه في مواسم العطاء والقدرة الفنية».. وعلى النجمين ومحبيهم أن يدركوا أن رحيلهما حاصل لا محالة، فإن حصل والود يجمعهما بالجمهور فهذه أمنية، قد لا تتحقق لبعض اللاعبين، وإن أصرَّا على الاستمرار فقد يأتي اليوم الذي يجمع فيه الجميع على مغادرتهما، ووقتها قد يكونان خسرا الكثير من الود الذي جمعهما بالجمهور.