«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
الحديث عن الأمير نواف بن سعد رئيس نادي الهلال حديث ذو شجون، ويأخذ أي شخص يريد الحديث عنه إلى تفاصيل كثيرة تتجزأ لتصبح تفاصيل صغيرة الحديث فيها لا يمل، فشخصية مثل شخصية الأمير نواف مكتملة الجوانب هي مثرية، وتعطي المجال أمام كل إعلامي للحديث عنها ومن عدة جوانب، فالقوة والحزم والصرامة وحب النظام، هي عنوان رئيس لهذا الرئيس الهلالي، وعشق الهلال والقرب من جمهوره وتقريب الهلاليين العاشقين من الكيان ومنح اللاعبين السابقين بطاقات العضوية، هي عنوان آخر للأمير نواف، ودليل حي على أن الأمير نواف أتى ليعيد هلال كان «شبه مختطف».
الأمير نواف بن سعد الذي قبل برئاسة نادي الهلال قبل سنتين صادف عدة معوقات، وأخطأ وأصاب، ولكنه كان من الواضح جدًا بأن الأمير نواف رجل متزن ويفكر بعقله لا بعاطفته، ويتعلم من الأخطاء التي يقع فيها، وهذا استشعرناه بعد إقالة المدرب السابق جوستافو الذي وضح بأنه لا يناسب الهلال، وإقالته في وقت مبكر كان قرارًا موفقًا، وتعديلاً لخطأ كان سيصيب الهلال في مقتل.
الأمير نواف بشخصيته الحازمة استطاع فرض النظام على الفريق الهلالي، ووضع لبعض اللاعبين حدًا لا يستطيعون تجاوزه، ومن يتجاوزه فالهلال لن يقف عليه، وهذا ما فعله مع الحارس خالد شراحيلي، والمميز في هذا العمل الإداري، أن الأمير نواف بن سعد جلب عدة لاعبين محليين ليتنافسوا مع زملائهم، ويضع في عقول اللاعبين بأن المركز ليس حصرًا على لاعب معين، ومن يتقاعس أو يحاول العبث فمكانه ليس الهلال، وهذا العمل الكبير جعل مدرب الفريق دياز يعمل في راحة كبيرة.
نواف بن سعد الذي يترأس أكبر أندية المملكة والخليج العربي وآسيا وأعظم أنديتها إنجازًا وبطولات، عمل وفق إستراتيجية مميزة، ونقل فريقه من حالة شبه الضياع إلى الاستقرار الفني والإداري، وأعاد له هيبة كانت قد مُست في وقت قريب، وأعاد الهلال إلى أبنائه ومحبيه، وفتح المجال أمام جماهيره العاشقة بعد أن أوصدت الأبواب أمامها في فترة سابقة، وجلب أربع بطولات في موسمين!
هذا هو نواف بن سعد، الذي بذل وأعطى، وقدم واجتهد، فحقق اليوم جزءًا مما كان يسعى إليه، ويبقى أمل الجمهور الهلالي في استمراره لحصد الذهب القاري الذي ابتعد عن الهلال طويلاً.