خالد بن حمد المالك
لم تكن مفاجأة أن تأتي زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للرياض كأول زيارة خارجية له بعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن قرارًا تاريخيًّا خارج حسابات الرئيس الشجاع؛ فالزيارة تتم لعاصمة العرب والمسلمين، وللملك الذي يقود العالمَيْن العربي والإسلامي بصفته خادم الحرمين الشريفين، وهي للتاريخ المشترك الذي جمع الرياض وواشنطن عقودًا من الزمن، وكان ملهمًا لمن كان يبحث عن السلام الذي تدعو إليه العاصمتان، وتعمل على إرسائه، بعيدًا عن الإرهاب الذي تتبناه عواصم أخرى.
* *
هي الرياض، عاصمة السلام والحب، العاصمة القائدة والرائدة لكل ما هو جميل ومحبب للنفس، بعيدًا عن الغلو، الساعية في سياساتها إلى الوسطية، الرافضة لكل ما يؤدي إلى الإرهاب من سياسات، المقاومة للتطرف بمالها وسلاحها ورجالها، في زمن تكالب فيه الأعداء لمحاربة هذه السياسة المتوازنة، التي تشرّع للسلام، وتبحث عن الحق، وتنادي بصوت عالٍ إلى أن يسود العالم الهدوء، وأن يتوفر له المناخ الذي يحقق العيش الكريم، والسلام الدائم لكل الشعوب.
* *
الرياض هي الرياض، بتاريخها البهي، وسلوكها المقدَّر، وتعاونها الملموس، وسياساتها التي تعتمد على الحكمة والتعقل، والبحث الدائم عن الأهداف الجميلة لتطبيقها على نفسها وعلى غيرها، في ظاهرة لا تجدها في غير الرياض إلا نادراً، وفي سلوك أصبح علامة فارقة في تاريخها واسمها الكبيرَيْن، وكل ما يمكن أن يعطر مواقفها التي لا تجامل ولا تهادن فيها، حيث القوة والتسامح والتعاون، ونبذ كل ما يمس شعوب العالم بسوء.
* *
والرياض إذ تستقبل الرئيس الأمريكي الشجاع، وينتظم عقد ثلاث قمم مهمة على أرضها، وإذ يجمع العالم على حسن اختيارها مكاناً لهذا المحفل العالمي المهم، فهي ذاتها الرياض التي ضربت أروع المواقف، وسجَّلت في تاريخها أجمل الأهداف، وقالت كلماتها الخالدة في كل مناسبة، ومكنتها سياساتها المعتدلة من أن تكون في صدارة الاهتمام الدولي، وفي موقعها المستحق في الصفوف الأولى بين الدول الكبرى.
* *
أجل، هي الرياض، تعيد إلى الأجواء فرحًا جديدًا من أفراحها، ويومًا خالدًا من أيامها الكُثر، وإنجازًا يُحسب لها، ضمن إنجازاتها الكثيرة، يقودها إلى ذلك سيرة حسنة، ومواقف طيبة، وقائد ملهم، هو سلمان بن عبدالعزيز، وشعب طيب يسند قيادته، بما يخدم البلاد والناس والعالم أجمع.
* *
هذا هو قدر الرياض الجميل، وهذا منبت ما زرعه الآباء من قيم وأصالة وعمل خلاق، فلا يُستكثر عليها أن تكون هكذا؛ فاسمها جميل يتردد على كل لسان، وعملها يتم تداوله على أوسع نطاق؛ فما يتحقق على أرضها ليس هينًا؛ وبالتالي فهو يستحق كل هذا وأكثر.
* *
مرحبا بالرئيس الأمريكي ترامب الشجاع، وبقادة العالم الخليجي والعربي والإسلامي، وبالقمم الثلاث، ضيوفًا على الملك سلمان وشعب المملكة العربية السعودية، مرحبًا بالجميع في أحضان عاصمة المملكة، وفي مناسبات لن ينساها التاريخ، وستبقى خالدة وتاجًا على رؤوس من خطَّط لهذه القمم الثلاث (الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان).