اعذروني أيها القراء حيث إني ترددت في التحدث عن قيمة أعمال الأمير سعد الفيصل -أسكنه الله فسيح جناته- ولكن إحساسي بالواجب الديني والوطني دفعني أن أذكر محاسن أعماله، فقد كنت أعمل فترة من الزمن في بترومين، لقد كان يعمل بصمت وهدوء وبدون أي دعاية لنفسه، كان نشيطاً ومواظباً على عمله دؤوبا مجتهدا في العمل لمصلحة البلاد، كان- رحمه الله- من الشخصيات التي تركت بصمات على الوطن بصمت.
وأتذكر كنت في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وقال: ألا يوجد من يعمل بجد واجتهاد ولا نعرف عنهم شيئاً..! وهنا أجبته بصوت مسموع ومنفرد..! وهنا قال لي: أتعرف أحدا..! قلت: نعم، وقال: ما اسمه، وكنت متردداً في ذكر أعماله بعد موافقته..! هكذا ذكرت في المجلس..! وهنا صاح الجميع...! قل...! إنه صاحب السمو الملكي الأمير سعد الفيصل آل سعود...!
وقال الأمير منصور...؟ ماذا فعل...! فقد كان وكيل لجنة التخطيط ببترومين بجانب ممثل السعودية في الاتحاد العربي للحديد ومقرها الجزائر...! وآخر شيء عمله كان مصنع لدائن الحديد حيث كان مؤتمر يضم كبار منتجي الحديد بالرياض في العالم..! والمصنع في الجبيل حيث استخراج الحديد وصهره إلى لدائن وفق المواصفات المطلوبة بعد أن أصبح الفحم واستخراجه مرتفعا وكذلك البترول..! لهذا اقترح الحاضرون الموافقة والمشاركة، أما الطاقة فهي بترول خام والبعد عن الفحم والبترومين والديزل وطاقة المصنع تضاعفت شراكته من كبرى شركات العالم، أما عن الإنتاج تضاعفت خمس مرات عن المرسوم..!
وبعد فترة طلبني مكتب الأمير منصور الحضور في المجلس..! وفي مجلس الأمير منصور قال: موجهاً الكلام لي...! لقد قابلت الأمير سعد الفيصل وقال: نعم كل كلام د. نواف وما يقوله تمام وصحيح..!
وبعدها شرحت بالتفصيل.. المجهود والأعمال التي حققها الأمير سعد الفيصل وذكرت أنه يستحق التكريم من الدولة إضافة إلى أن مصنع لدائن الحديد أصبح دخله من واردات الدولة.. إلخ ومصدرا من مصادر الدخل العام..!
كهذا كثير من المؤمنين يعملون بجد واجتهاد هدفهم الانتماء الديني والوطني..! ويخاف من التقصير في عمله لأنه مؤمن ومساره وفق شريعة الله..!
رحم الله الأمير سعد الفيصل، وأسكنه الله فسيح جناته..!
- د. نواف بن صالح الحليسي