سعد الدوسري
هل نحب أمريكا؟!
الإجابة العاطفية السريعة:
- لا، لا نحب أمريكا.
وعلى الرغم من أنّ أمريكا هي الحاضنة الأولى لمبتعثينا ومبتعثاتنا، والمنتجة لكل التقنيات التي تحرك حياتنا، إلاّ أننا لا نزال نكرهها.
- من هو الذي يوجِّه خطابات الحب والكُره؟!
يجب أن نتصدى لمن يوجِّه البسطاء، باسم الدين. يجب أن نزرع التفكير العقلاني في مؤسسات التعليم والإعلام. لقد دفعنا ثمناً غالياً، بسبب هؤلاء الذين تغلغلوا في تلك المؤسسات، وحولوا تفكير الناس باتجاههم. الثمن هو هذا التطرف في نمط التفكير، هذا الإيمان بالغلو وتصفية الآخر، جعلنا أمام العالم، أمة إرهابية، وجعل ديننا الوسطي المتسامح، ديناً قاتلاً.
القصة في النهاية، ليست حباً في أمريكا، وليست كرهاً لها. يجب أن نحب أنفسنا أولاً، وأن نجعل الآخرين يحبوننا، ليس من أجل الحب، ولكن لكي نمرر خطابنا، أن نؤسِّس علاقاتنا الإيجابية مع الآخرين. وإذا نحن تأملنا في خطاب الكراهية الذي يناضل من أجله المؤدلجون، سنجدنا أمام مفترق طرق، لن يقودنا سوى للعزلة والدمار، سواءً كرهنا أمريكا، أو أحببناها.