رقية سليمان الهويريني
تحظى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بدور ريادي على المستوى العربي والعالمي، بعد أن توسعت في أقسامها العلمية والدراسات الأكاديمية والدورات التدريبية لمنسوبي وزارات الداخلية العرب وغيرهم؛ لتشارك بجهودها العلمية وأنشطتها المختلفة في تحقيق الأمن بمفهومه العام. فبات من غير المستغرب أن تستعين معظم الدول العربية بالآراء الحكيمة لأساتذتها وتتعامل مع توصياتها العلمية بجدية، وتنفذ جل مقترحاتها، وتثمّن دورها في قضايا الساعة لينعم المجتمع العربي بالأمن والأمان والاطمئنان.
وأنشئت الجامعة عام 1978م، وافتتحت نشاطها العلمي عام 1980م لتحقيق تكامل الجهود العربية الأمنية تحت مظلة جامعة الدول العربية. وتعد جامعة نايف العربية منظمة عربية ذات شخصية اعتبارية تتمتع بصفة دبلوماسية. وهي الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، تعنى بالتعليم العالي والبحث العلمي والتدريب في المجالات الأمنية، وتخدم جميع الأجهزة المرتبطة بوزارات الداخلية والشؤون الاجتماعية والعمل والعدل والمؤسسات المجتمعية في الدول العربية في سبيل وقاية المجتمع العربي من الجريمة والانحراف، وذلك وفق منهج علمي إيماناً منها أن الأمن هو ركيزة لحماية المكتسبات التنموية والحضارية وتحقيق النهضة الشاملة.
وقد قطعت الجامعة العريقة أشواطاً كبيرة في مجالات الدراسات والبحوث، ومنح الدرجات العليا في برامج الماجستير والدكتوراه لست كلياتٍ هي: كلية العدالة الجنائية، وكلية العلوم الاجتماعية، وكلية العلوم الإدارية، وكلية العلوم الإستراتيجية، وكلية علوم الأدلة الجنائية، وكلية أمن الحاسب والمعلومات، وهذه الكليات تضمُّ طلبة وطالبات من مختلف الدول العربية.
وأهم أهداف الجامعة إتاحة التخصصات العلمية في الدراسات العليا في ميادين الأمن بمفهومه الشامل للطلاب العرب، وتدريب الكوادر الأمنية والمهنية العربية وتأهيلهم في مجال الأمن ومكافحة الجريمة، وإثراء البحث العلمي في مجالات الدراسات الأمنية والإستراتيجية، وتقديم الاستشارات العلمية، ورفد المكتبة الأمنية بالأبحاث والدراسات المتخصصة.
ولأن الجامعة احتفلت يوم الأحد 21-5-2017 بتخريج طلبتها وطالباتها في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في عرس علمي ثقافي يحفه الأمن في بلد الأمان، وتغشاه السعادة؛ فمبروك للخريجين والخريجات وتحية إكبار للجامعة، وشكر لأساتذتها وأستاذاتها، فقد كنت إحدى طالباتها التي تشعر بالفخر لتخرجها من هذه الجامعة العريقة.