يوسف المحيميد
استقبالات متوالية، وحركة مطارات دؤوبة لا تتوقف، واتفاقيات موقعة، ومؤتمرات صحفية ينقلها مئات الصحفيين والوكالات، وقمم ثلاث تجمع العالم على المحبة والتسامح، وفِي الوقت ذاته، اتفاقية عسكرية هي الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تتضمن صفقات وتصنيع عسكري وطني وخلافه، تلك الرياض التي تقول نحن رسل المحبة والتسامح والسلام، لكننا في الوقت ذاته أقوياء، وندافع عن وطننا وجيراننا إذا دعت الحاجة، وهي العبارة الشهيرة التي أطلقها وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل: «إننا لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها».
وكما قال الأمير محمد بن سلمان، كيف لنا أن نصبح ثالث دولة في العالم في الإنفاق العسكري عام 2015، ولا يوجد لدينا في المملكة صناعات عسكرية؟ وهذه الصناعات التي أصبحت واقعًا، ليست لتعزيز الدفاع عن هذا الوطن فحسب، وإنما هي داعم كبير ومهم في المجال الصناعي المحلي، خاصة مع الطلب المرتفع على هذه المنتجات العسكرية، وهي تحقق لنا ثلاثاً، تعزيز الأمن الوطني بأننا نصنع أسلحتنا بأنفسنا، وذلك على المستوى السياسي، والإسهام في الناتج المحلي الإجمالي على المستوى الاقتصادي، وكذلك توفير العديد من الوظائف المناسبة للسعوديين بتوطين هذه الصناعة وذلك على المستوى الاجتماعي، فهي نافذة مهمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
ولا شك أنّ هذا المقال لا يتسع لعشرات الاتفاقيات الموقعة، بأرقام مليارية ضخمة، تؤكد متانة هذا الاقتصاد الوطني من جهة، ومن جهة أخرى التأسيس لمستقبل واعد لهذا الوطن ولأجياله الشابة من الجنسين (لأننا في هذا التوقيت فوجئنا بفوز أربع فتيات سعوديات صغيرات بجوائز أفضل مشروع في انتيل آيسف 2017، وفي مشروعات ناسا وتقنية النانو وغيرها)، وكذلك تعزيز العلاقات العريقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، الممتدة لأكثر من سبعة عقود، بما يثبت صواب الاختيار المبكر لمؤسس هذه البلاد، في التعاون مع الدولة الأقوى اقتصادياً وعسكرياً في العالم.
ولعل الأجمل في قمم الرياض الثلاث، السعودية الأمريكية، والخليجية الأمريكية، والعربية الإسلامية الأمريكية، أنّ الرياض، أو عاصمة القرار السياسي العربي والإسلامي، قالت كلمتها بقوة ووضوح، ليس من خلال الأحاديث الجانبية والثرثرات والبكائيات، واللطم في مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما جعلت أفعالها العظيمة على أرض الواقع تتحدث بثقة وقوة، وتجعل العالم كله يوجه أنظاره إليها.