فهد بن جليد
تعليقات مُعظم وسائل الإعلام العالمية بلغاتها وثقافاتها المُتنوعة - الأمريكية تحديداً - بمُختلف مواقفها من الرئيس ترامب وسياسته الداخلية والخارجية، سجلت إعجابها وانبهارها بالنجاح السعودي في تنظيم الحدث الأبرز بزيارة الرئيس والقمم التاريخية الثلاث التي عُقدت بالرياض، خصوصاً "بالبروتوكول" والثقافة السعودية والطريقة الدقيقة والناجحة في الاستقبال والتنظيم، والنتائج المهمَّة التي تحققت بين حليفين استراتيجيين، وسط هذا الحشد الكبير من الملوك والرؤساء والأمراء العرب والمسلمين الذين توافدوا إلى هنا في لحظة تاريخية فريدة..
ما صاحب هذه الزيارة من فعاليات وبرامج ومُناسبات، ظهرت بشكل عملي وعصري، وكانت ناجحة ومُتناسقة مع الحدث وأهميته، مع الحفاظ على تلك التقاليد السعودية التي كانت محط أنظار وإعجاب الجميع، وبدت واضحة مُنذ استقبال ترامب في المطار، وتنقلاته إلى مقر إقامته، ووصوله لقصر اليمامة وسط حفاوة كبيرة، ثم توقيع الاتفاقيات بطريقة أظهرت جانباً من الحميمية والصداقة العريقة بين البلدين والجدية نحو المُضي قدماً في هذه العلاقة، ثم ذلك الحدث البارز والمُذهل عند زيارة مركز الملك عبد العزيز التاريخي وقصر المربع برفقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الرجل الضليع والموسوعة بتاريخ المملكة العربية السعودية، لنشهد نجاحاً آخر في تعريف الرئيس وعائلته ومرافقيه بجانب من حضارة هذه البلاد، وتاريخها العريق، وثقافتها الأصيلة، بمُتابعة وحضور وسائل الإعلام العالمية، وهو ما يُكسب الشعوب والدول عادة المزيد من الاحترام والتقدير فيما بينها.
الدقة وحسن التنظيم والانسجام الكبير بين خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد لاستقبال قادة الدول العربية والإسلامية بتقاليد سعودية فريدة وأصيلة، والترحيب بهم مع الرئيس الأمريكي، وطريقة الجلوس ثم التقاط الصور التذكارية، إضافة لعقد القمة العربية الإسلامية الأمريكية بحضور مُمثلي ووفود 57 بلداً بلغاتهم وثقافاتهم المُختلفة بهذا النجاح في التنظيم والدقة في الحدث - كانت - أمراً مُذهلاً وغير عادي، لا تستطيع القيام به إلا الدول العُظمى والكُبرى بشهادة الجميع، ولعل الانتقال بعد ذلك مُباشرة إلى افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المُتطرف (اعتدال) قصة نجاح أخرى في الوقت والتقنية وطريقة العمل المُذهلة..
زيارة تاريخية، قمم استثنائية، جداول أعمال مُزدحمة، مليئة بالإنجاز والتنظيم والدقة، لقاءات ثنائية وجماعية بين عشرات الزعماء العرب والمسلمين، برامج وفعاليات وأنشطة ومُناسبات مُصاحبة من النوع الثقيل فكل منها حدث مُستقل بحد ذاته، ما يعكس جانباً من نشاط وحيوية وأهمية وقدرة السعوديين، كل هذا تم بنجاح باهر، وبانسجام ملحوظ، دون أخطاء، بطريقة مُذهلة، وخطوات واثقة، كانت بفضل الله مثار وإعجاب واحترام "العالم أجمع".
وعلى دروب الخير نلتقي.