أحمد بن عبدالرحمن الجبير
ثلاث قمم ضمت 55 دولة، بحضور الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والوفد الرفيع المرافق له، وفي أول زيارة خارجية له، حيث يختار الرؤساء زيارتهم الأولى بدقة، وعناية فائقة، وكانت استعدادات المملكة غير عادية بل استثنائية، وعلى مستوى الحدث، لقاءات وندوات ومشاركات، واهتمام إعلامي غير مسبوق، وصفقات اقتصادية، وعسكرية وأمنية عبرت عن شراكة استراتيجية وأصبحت المملكة من خلال هذا اللقاء عاصمة للقرار العربي والاسلامي، وشريكا استراتيجيا لأعظم دولة في العالم.
لقد أعطت المملكة دروسا للحاقدين والحاسدين، لقدرتها العظيمة في الترتيبات السياسية الدولية وبما يضمن اعتراف العالم بمكانتها السياسية والاقتصادية، فالمملكة قوة اقتصادية عظمى، ومؤثرة في القرار الدولي، وقوة عقلانية في علاقاتها، وتصرفاتها مع الاخرين، وقوة مسؤولة جعلتها محط احترام المجتمع الدولي، وقوة اقليمية بمواصفات عالمية، ويؤخذ رأيها بجدية في الملفات الاقليمية والدولية، وقد أثبتت للعالم أجمع بأنها محاربة للإرهاب والتطرف، وان التطرف والطائفية جاءت مع الثورة الايرانية، ومع التوظيف الايراني لهذه الحركات الارهابية البغيضة.
والمملكة شريك سياسي واقتصادي، واستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية، ومن راهن على تراجع هذه العلاقة، واعتقد أن الابواب مفتوحة له لممارسة نفوذه خارج حدوده السياسية، يكتشف أن للمملكة أدواتها، ومكانتها واوراقها، وقراراتها المؤثرة، والتي لا يمكن لاحد تجاهلها، لدرجة ان الرئيس الامريكي أكد بأن المملكة قوة عظمى في المنطقة، ومرجعية روحية اسلامية، وقوة نفطية واقتصادية، والاكثر من ذلك انها قوة يتسم سلوك قادتها بالحكمة والعقلانية، ولا يلتفتون للحاقدين والحاسدين.
فخلال زيارة الرئيس الامريكي للمملكة تم نقاش العديد من القضايا الاقتصادية، والسياسية والامنية، وخاصة الرؤية السعودية 2030م المبادرة الشجاعة، والطموحة من سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي ادت الى تنويع مصادر الدخل الوطني، ودعمت برامج التحول الاقتصاد 2020م، وتوظيف المواطنين، وتوطين الصناعات العسكرية، والتقنية والخدمات المساندة، والمراكز البحثية، والطاقة المتجددة، وتحسين البيئة الاستثمارية، وخصخصة معظم القطاع العام، ودعم القطاع الخاص.
فلا شك أن أمريكا اصبحت الشريك الاكبر للسعودية بعد زيارة السيد ترامب للرياض، وما ينتج عنها من رفع لمستوى للتبادل التجاري، وجذب للاستثمارات، والشركات الامريكية للسوق السعودي، ليسهم ذلك كله في تنمية وطنية عظيمة، وبناء اقتصاد سعودي متكامل، وأعطت اشارات وضحة للانطلاق نحو العالمية، وتحقيق الرؤية السعودية 2030م، ومستقبل اقتصادي واعد، وعظيم للملكة في كافة القطاعات الاقتصادية، والصناعية والتعليمية، والصحية والزراعية والاجتماعية والثقافية والترفيهية والطاقة والتقنية.
وخلال الزيرة تم الإعلان عن افتتاح المركز الرقمي لمراقبة التنظيمات الإرهابية على الإنترنت في الرياض، ومركز محاربة الارهاب، كما وقعت الرياض وواشنطن في القمة العديد من الاتفاقيات أبرزها التعاون في المجال الدفاع الامني، ومحاربة الارهاب بجميع اشكاله، وتجفيف منابعه ووقف تمويله، ومعالجة الكثير من الملفات، والقضايا الاخرى، وخاصة الملف اليمني، والسوري والعراقي، وملف القضية الفلسطينية، والاتفاق النووي الايراني، والقضاء عليه.
لذا فان ملك الحزم والعزم الملك سلمان -حفظه الله- يقود المملكة بكل اقتدار إلى مصاف الدول المتقدمة، وقد اثبت للعالم ان السعودية مكان ثقة العالم، ولها دورها المحوري في الاستقرار الأمني، والسياسي والاقتصادي الدولي، ولا شك ان وجود اكثر من 125 الف طالب مبتعث في أمريكا يعتبر نوعا من الدعم للاقتصاد الامريكي، حيث دعم خادم الحرمين الشريفين تعليم المواطن السعودي، ليشارك في المجتمع المعرفي الدولي، فكانت له إسهاماته وابتكاراته، وابداعاته في تحول الاقتصاد الوطني إلى الاقتصاد المعرفة.
والمملكة تنعم باستقرار أمني كبير بفضل جهود سمو ولي -العهد الامين- الامير محمد بن نايف حارس الامن والسلام في محاربة الارهاب، وبذلك تعد المملكة من أمن، وأفضل الدول وأكثرها جاذبية للاستثمارات الأجنبية، حيث يعتبر الامن والاستقرار امر أساسي في الاقتصاد السعودي، وذو فائدة عظيمة للمستثمرين الأجانب، حيث تعد المملكة من أوال الدول الجذابة للشركات الأمريكية والعالمية للسوق السعودية.
نحن كمواطنين نقدر هذه الزيارة، وننظر لها ولنتائجها بتفاؤل ايجابي وعظيم، والذي انعكس إيجابياً على رفعة ورقي قيادتنا الحكيمة، ودعم مصالحنا جميعا كسعوديين، واستقرار أمن واقتصاد بلادنا، ونقول لكل حاسد وحاقد لقد خاب مسعاكم، فالسعودية دولة عظمى رغما عنكم فهي تحارب قوى الشر والارهاب، وتنفق ثرواتها من اجل رفعة ورفاهية وامن ابنائها وامتها والعالم العربي والاسلامي، ونقول ان زيارة الرئيس الامريكي للمملكة تأتي في مرحلة يتعرض فيها الاقتصاد العالمي للركود، ولصعوبات كبيرة تستدعي المزيد من التعاون بين المملكة وامريكا لتحقيق اقتصاد قوي وامن للمنطقة العربية، والاسلامية والعالم، مع ان اقتصادنا في احسن حالاته.
فالملك سلمان وسمو ولي عهده الامين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- يقودون المملكة نحو مستقبل مشرق وبناء للجميع، وتحوُلٍ اقتصادي وطني واعد يعتمد على جذب الاستثمارات الاجنبية، وتنويع مصادر الدخل للمملكة، بما يدعم برامج التحول الاقتصادي، ويزيد ويحسن من رفاهية وتوظيف المواطن في ظل الرؤية السعودية 2030م، لاقتصاد مستدام ينفع الوطن والمواطن.