الجزيرة - محمد المنيف:
من يوم إلى آخر يتلقى الفن التشكيلي السعودي فرص عالية المستوى تمثل في حضورها الرسمي من تكريم في الجنادرية بوسام الملك لأحد رموز الفن التشكيلي مرورا بمشاركات هذا الفن في كل المناسبات الوطنية محلياً ودولياً وصولاً إلى الديوان الملكي من خلال المعرض الذي أقيم بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمملكة الزيارة التاريخية التي لفتت أنظار العالم إعجابا بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، حيث تجوّل خادم الحرمين الشريفين وضيفه الرئيس ترامب في المعرض الذي يقام بالتعاون بين مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي مبادرة أرامكو السعودية والهيئة العامة للترفيه حيث عرض في هذا المعرض مجموعة أعمال من الفن المعاصر لفنانين سعوديين عرضت هذه الأعمال قبل ذلك في الولايات المتحدة عبر مراكز ثقافية ومتاحف كبرى من خلال مبادرة جسور من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي إثراء، بهدف تعزيز التعايش بين الثقافات المختلفة وإبراز المهارات الفنية السعودية، هذا المعرض الذي يعتبره التشكيليين تتويجا ووساما جديدا لهذا الفن بمشاركة نخبة من الفنانين الذين دأبوا على البحث في تفاصيل تراثهم وهويتهم الوطنية فأصبحت عناوين لإبداعهم.
المعرض وبناء الإنسان
المسؤول الأول لأي دولة في العالم يعلم أن بناء الإنسان هي من أولوياته وأوليات حكومته، ولهذا جاء المعرض مثالا لجانب هام للتعريف بما وصلت إليه حكومتنا الرشيدة من الاهتمام بكل تفاصيل حياة الإنسان في هذا الوطن كل في تخصصه ودليل على ما تمنحه حكومة خادم الحرمين الشريفين في كل ما فيه الارتقاء بكل روافد الثقافة من آداب وفنون وهو الفن التشكيلي الذي تتكاثر متاحفه في الولايات المتحدة وتشجع معاهده وكلياته وصالات العرض له، ويعد واجهة حضارية وعنوانا لقيمة الفن ودوره التاريخي في وطننا بما يوازي الاهتمام العالمي به وبفنانيه.
تفاعل خادم الحرمين الأبوي مع الفنانين
لقد كان تفاعل خادم الحرمين الشريفين أبوياً وهو يعلق ويضيف للرئيس ترامب ما يشرحه الفنانين عن لوحاتهم اعتزازا بما تحمله إبداعاتهم من مضامين دينية ووطنية ملامح لا تحتاج لوصف أو تحليل أو تفسير لمجرد مشاهدتها ففيها روح التراث ورائحة الوطن ونكهة إبداع أبنائه، رموز إسلامية وإيقاع خطي وصور جلية مضيئة بضوء خالقها حينما تكون عن الحرمين الشريفين، حيث وقف الملك سلمان حفظه الله ومعه الجميع أمام صورة للحرم المكي بهيبته وشموخ بما حظي به من تطور، قد لا يشعر ترامب بما يوحي به البيت العتيق من روحانية، لكنه يرى حرص حكومتنا الرشيدة على مدى سنوات طويلة من حكام نفخر بهم بدء من الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ثم بأبنائه يرحمهم الله وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وما حظي به الحرمين الشريفين من اهتمام في البناء والخدمة لحجاج بيت الله فكانت الصورة ابلغ تعبير أثار إعجاب الضيف.
روح وطنية وتراث إسلامي
المشاهد لتلك الأعمال التي أنجزها المشاركين في المعرض في فترات متفاوتة والتي تحمل الأصالة والرسالة البصرية حديثة لعيون العالم وقلوبهم لم تأت من فراغ بقدر ما حرص مبدعيها على أن تحمل هوية وأصالة وطنهم وتستقي فكرتها من مصادر جمال ومعنى التراث الإسلامي العميق الجذور لتكون إلهاما لهم وعنواناً على تأكيد انتمائهم الوطني والتزامهم بتراث دينهم والسعي لإبرازه بصورته الحقيقية الناصعة البياض دون تدليس أو تمويه أو بغير ما هو عليه من جمال وعمق فكر وبعد تاريخيا وحضاريا، فن إسلامي يتجدد ويتطور دون أن يخرج عن إطاره الأجمل والأسمى عالميا.
أحمد ماطر والجاذبية
لوحة المغناطيس كما هي بقية الأعمال الفنية التي أبدع فيها الفنانين إلا أن لنا فيها رؤية خاصة منذ أن نفذها قبل عدة سنوات جال بها العالم وكسب بها إعجاب غير المسلمين قبل المسلمين لقوة التعبير فيها حيث ظهر رمز الكعبة على شكل مغناطيس يجذب العالم إليه وأجزم أن الرئيس الأمريكي ومن معه قد استوعبوا هذا العمل وما يعنيه من تأثير بيت الله الحرام من جذب لقلوب العالم قبل أجسادهم، لقد تنوعت الأعمال المعروضة بنماذج من مختلف سبل التعبير من خط ورسم وتصوير فوتوغرافي ونحت وأعمال تركيب تلتقي في مصدر واحد ملهم للجميع وهو الفن الإسلامي وتراث الوطن التي أصبحت الصورة الأعم للهوية والانتماء.
شارك في المعرض كل من: يوسف الأحمد، ناصر السالم، نوف السماري، راشد الشعشعي، عبد الله العثمان، أحمد عنقاوي، دانه عوتاني، أحمد ماطر، موده محتسب، نغيمش.