يسعدنا في هذه الصفحة من جريدة الجزيرة المتخصصة في الفنون التشكيلية أن تمنح هذه المساحة للأقلام التشكيلية الواعدة؛ ليمارسوا من خلالها إبداع أقلامهم، ولتكون منطلقًا لمستقبل طرحهم النقدي عبر الحرف والكلمة والرأي والقراءات والتحليل والتقارير.
يعيش الفنان السعودي في حيرة حول ممارسته عمله الفني في وطنه؛ فهو بين التأثر بفنون الغرب وتقليدها، وتثبيته هوية وطنه وإظهارها. قد يكون هذا التقليد بسبب غزارة الفنون في الغرب، ومرورها بمراحل عدة، ووجود المدارس الفنية، واتباعها من كل مكان، بعكس الفن في المملكة العربية السعودية الذي قفز تلك المراحل والمدارس، ويعايش الآن الفن المعاصر.
والسؤال هنا: ماذا يريد الفنان السعودي؟ وما تلك الرسائل التي يود إيصالها عن طريق عمله الفني؟ أم أنه يمارس الفن لمجرد الممارسة وتحقيق الشهرة بلا رسالة أو معنى. فقد تلحظ أحيانًا الاقتباس في عمله والاستنساخ في أحيان أخرى، وقد تلحظ وجود خيول وجمال وخيام في كثير من الأحيان.. فهل الفنان هنا بصدد البحث عن هوية فنه أم هوية وطنه؟ وهل إيجادها سينعكس على عمله الفني، وسنلاحظه في الأعمال بصالات العرض في أنحاء المملكة؟ وهل مسألة الهوية عليها دائمًا أن ترتبط بماضٍ لم يعشه الفنان قط؟
من خلال هذه التساؤلات تخرج لنا المعارض الفنية في السعودية بفنانين عدة بمختلف الأعمار والأفكار والثقافات، بعضهم يميلون للأفكار الفنية المعاصرة، وبعضهم يفضلون الأعمال الفنية ذات البُعدين، والبعض الآخر لا يزال متعلقًا بلوحات الخيول والجمال. وهذه الفنون والأعمال والأفكار ما هي إلا نتاج لما تعلمه الفنان وثقافته.. وهنا تبرز هوية الفنان الذاتية من خلال عمله الفني؛ فالفن هنا يكون وسيلة للتعبير عن الذات.
وبالإيمان بالفن السعودي، وتشجيع الفنانين المعاصرين على وجه التحديد على إظهار أفضل ما لديهم، ومن خلال الدعم المادي والمعنوي، سيظهر لنا مجتمع سعودي مثقف فنيًّا، وله هويته الفنية وبصمته الخاصة في هذا المجال.
- سارة مشعل العميري