د. خيرية السقاف
تُرسم الخططٌ, الأهدافٌ, والغايات
يُبنى المحتوى, وترص المفردات, ويُبسط الشرح
تُفخَّم أصوات بقوائم القيم, وتوقعات التحصيل, والمكتسب
تلوّن فضاءات الأحلام بماهية المهارات, والقدرات,
وحصاد النهايات!!......
لكن,
الطالب يضرب معلمه, حتى في الجامعة!!..
والمعلم يفرِّق بين طلابه حتى في الروضات محاضن البراءة!!..
***
هشَّة هي عظام الحصاد, زهيدة لقيمات الأود,
ضحلة كؤوس السقيا !!
هكذا يقول واقع الحياة!!
مع أنَّ,
المال يهدر , يعود فيهدر, يكرر فيهدر..
وماذا بعد؟
في التعليم لا مجال للكلام,
لا للرسم بالألوان
لا للبناء وفخامة الاحتفاء
لا للركض واللهث
لا للنهاية في هباء!!
لا للمعة الصفيح, وقرقعة الرحى
لا لخواء الفرن, وشح الرغيف!!
***
الناشئة الذين حين يؤدون واجباتهم المنزلية بالتنقل السريع بين السؤال في نهاية الدرس, والإجابة بين سطور كتاب المقرر, ويضعون بعد ذلك الكتاب في الحقيبة البئر
يرفعون في وجه الشمس :لا !....
***
الناشئة الذين تتبخر كلمات المعلم والكتاب عن ذاكرتهم في أية لحظة, يتجهون بأصواتهم للآذان: لا !...
***
الناشئة الذين يتلعثمون في الجملة الصحيحة,
الذين «يكرهون» مقررات: اللغة العربية, والرياضيات, وعلوم الدين, والعلوم البحتة, ويركضون للساحة عند «الفسحة»!!
الذين يجهلون قيم «التعلُّم», «الاكتساب», «الانتصار على الضعف», «تحدي الذات», «احترام العلم», تقدير المعرفة», «الضوابط» بأنواعها, ومجالاتها فكراً, ووجداناً, ونفساً في سلوكهم,
الذين لا يميزون بين الإفراط والتفريط, ولا يدركون حاجاتهم في الحياة, ولا يُدربون على احترام الآخر, وحدود العلاقات, بمن, وبما, وبكل شيء ,
الذين لا تُنمى مواهبهم, ولا تُصقل ملكاتهم, ولا يُضاء لاتجاهاتهم, ولا تؤسس فيهم قدرات الأخذ
بوعي, ورؤية الحق, والفصل بين الباطل, والصواب,
الذين يأتون للمدرسة, فلا يجدون أنفسهم إلا للاستماع, وحركة الكتابة, والقراءة ,
كل هؤلاء سيقفون في وجه الشمس بقوة «لا» ناطقة بها كل ذرة فيهم !!...
***
وكل عام دراسي وأنتم بخير!