فهد بن جليد
أعجبني كثيرًا ظهور عدد من الفنانين الخليجيين في إعلانات من أجل الترويج لبعض البرامج والأنشطة الرمضانية، التي تقدمها المؤسسات والجمعيات الخيرية في بلدانهم، مثل الندوات، المحاضرات، الأمسيات، مشاريع الإفطار، كسوة العيد ودعم الأسر والمحتاجين.. الخطوة بدت جميلة وجريئة للاستعانة بمشاهير المجتمع الذين يعملون في المجال الفني والرياضي والإعلامي؛ للفت الانتباه نحو تلك البرامج والأنشطة الخيرية، والبحث عن شريحة جديدة «فئة الشباب» خصوصًا؛ لتعزيز هذا المفهوم الإيجابي في نفوسهم، وحثهم عليه، إضافة إلى دعم المجتمع ومساهماته لتلك الجمعيات.
فكرة أن تستعين بمشاهير (الحقل الآخر) فكرة ذكية جدًّا، ويجب التوجُّه نحوها للتخلص من عقدة التقليدية في الطرح، وحصره على فئات محددة دون غيرها، مع ضَعف الإعلانات الترويجية لهذه البرامج - إن وُجدت - واقتصارها على نجوم يعملون في المجال ذاته، ظنًّا أن ذلك أكثر قبولاً والتزامًا ومصداقية عند المتلقي والداعم، والتردد في ظهور شخصية «رياضية أو فنية أو إعلامية» والاستعانة بها للإعلان عن ندوة أو برنامج ديني أو نشاط خيري يقدَّم في شهر رمضان.
بعض جمعياتنا الخيرية والإنسانية خاضت التجربة على استحياء، وتوجهت أكثر نحو مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «سناب شات، وتويتر»، ولكن المطلوب هو الذهاب أبعد من ذلك لرسم وخلق «صورة ذهنية» عصرية وجديدة عن العمل الخيري والإنساني والتعريف به؛ لجعله أكثر تفاعلاً في المجتمع بكل شرائحه, وهو المحب والمجبول على ذلك دينيًّا، وبثقافته المتأصلة لعمل الخير ودعمه. ولعل التوأمة التي نعيشها بين الفنان «فايز المالكي» وجمعية إنسان أكبر شاهد عندما جعلت منه سفيرًا لها، وقدمته نجمًا خيريًّا، هو الأشهر في المجتمع، يظهر ويساهم في الكثير من الأعمال والمناسبات المشابهة، مقبولاً عند الجميع؛ ليستثمر شهرته في هذا المجال الإنساني والخيري.. وما نبحث عنه هو وجود «فايز الإنسان» في كل جمعية ومؤسسة خيرية ومجتمعية.
لعلنا هنا نستذكر نجاح تجربة وإنشاء ودعم مستشفيات «سرطان الأطفال» في مصر، وكيف أنها استقطبت الفنانين والمشاهير العرب لدعم المشروع الإنساني؛ وهذه دلالة على أهمية استثمار «مشاهير المجتمع» في نشاطك لدعم العمل الخيري، والإفصاح عنه، ومنحه المزيد من الحضور والحيوية.
ظهور مشاهير الفن والرياضة والإعلام السعودي للإعلان والترويج عن برامج وأنشطة الجمعيات والمؤسسات الخيرية «تجربة» تستحق أن تُفعَّل أكثر «لخيرية المجتمع».
وعلى دروب الخير نلتقي.