محمد آل الشيخ
الأزمة بيننا وبين قطر ألقت الضوء بوضوح على هؤلاء المتأخونة، الذين كشفت تغريداتهم في تويتر، أنهم يقدمون الولاء لجماعة الإخوان المتأسلمة على الولاء للوطن. وأنا هنا لا أرمي التهم جزافاً، وإنما أتحدث عن ظاهرة خطيرة، من الضرورة الملحة التعامل معها بحزم وقوة، بل وبيد من حديد. يقولون إن مجرد (الحياد) في القضايا الوطنية هو ضرب من ضروب الخيانة مكتملة الأركان، فكيف إذا انحاز سعوديون أقحاح إلى إنسان خارجي لا يكف عن إثارة البلبلة، واستئجار العملاء، لإثارة الأزمات والفتن وهز استقرار الوطن، باستخدام منصات إعلامية، بعضها معلنة، وأخرى تعمل في الغرف السوداء المغلقة في ليل كالح السواد.
أنا لا ألوم القيادات القطرية، سواء الأب الذي مازال يدير قطر، أو ابنه، فموقفها من المملكة معروف ومفضوح، ولكني ألوم من باعوا أنفسهم إليهم، وخانوا أماناتهم، وشرفهم ووطنهم، وأهلهم وذويهم وانبروا يدافعون عن قطر وتحالفها مع العدو الإيراني ويعملون بمنتهى الجهد والإصرار، كي يبيعون الكذبة القطرية، أن وكالة الأنباء القطرية الرسمية قد تم اختراقها، وأن التصريح المنسوب لشيخ قطر «تميم بن ثاني» كان نتيجة هذا الاختراق.. فبركة هذا العذر ليأتي بُعيد بث الوكالة لهذا التصريح (العنتري) الذي لم يعرف كل المحللين الدافع السياسي وراءه، أثار موجة من السخط مغلفاً بسؤال تعود عليه الخليجيون إزاء تصرفات قطر غير المفهومة، فحواه (ماذا يريد شيخ قطر ووالده الحاكم السابق؟.. أنا لا أستغرب على الحاكم السابق ولا اللاحق أي تصرفات غير مفهومة، فالموقف من بلادنا معروف عنهما؛ وقد تسرب للأب الشيخ حمد شريط صوتي سجله الرئيس الليبي السابق القذافي في لقاء له معه، أقر فيه بأنه يعمل بجد ومثابرة لزعزعة استقرار المملكة، وأنه يستأجر العملاء، وينتهز الفرص، ويختلق الأسباب والأحداث العابرة، التي من شأنها إسقاط الحكم في المملكة؛ وهذا التسجيل دليل يرقى إلى درجة القطع واليقين، ولا يمكن لا هو ولا عملاؤه المتأخونة الخونة إنكاره، لأنه دليل قاطع أوضح من الشمس في رابعة النهار.
الآن يقول القطريون حساب الوكالة مخترق، بسبب قراصنة، عبر شبكة الإنترنت، فتلقف عملاؤه الإجراء المرتشين الخبر وعملوا بكل إخلاص على الترويج له، وأن كل إعلامي لا يصدق بالرواية الرسمية التنصلية من مسؤولية التصريح الأحمق فهو غير مهني، ولأنهم جبناء وخونة ومرتشون صبوا جام غضبهم على (العربية) ومعها (الحدث)، خوفاً وهلعاً من تبعات اتهام حكومة المملكة بهذه التهمة، رغم أنهم يعلمون يقيناً أن العربية والحدث محطتان وطنيتان في رأس أهدافهما الدفاع عن المملكة، إلا أن هؤلاء الأوباش المتأسلمين العملاء الخونة، لا تهمهم بلادهم ولا أمنها ولا استقرارها، قدر ما يهمهم الانتماء الأيدولوجي أولاً وإرضاء من استأجرهم ليذبوا عن حياضه ويمرروا مؤامراته.
القضية في منتهى الخطورة، والسكوت عليهم، وعدم ردعهم بيد من فولاذ، تفريط بأمن البلاد وهيبة الدولة، لا سيما وأن هؤلاء السعوديين الأوغاد السفلة، الذين وقفوا في صف القطريين ضد وطنهم، يكتبون بأسمائهم الصريحة في وسائل التواصل الاجتماعي، في تحدٍّ واضح وفاضح لوطنهم؛ ونحن في معركة وجودية مع الفرس، وحين يتحالف حكام قطر مع الفرس، كما تقول المؤشرات لتتحول كل هذه الأصوات إلى مناصرة إيران.. لذلك فلا مناص من تأديبهم بعنف لا يعرف الرحمة ولا الشفقة؛ فالعداء للوطن، ونصرة أعدائه جريمة نكراء لا يمكن السكوت عليها.
إلى اللقاء،،،