قراءة للنشر
«محاولة لإعادة تعريف الوجود»
قراءة في نص «وجودٌ مقطّر» للشاعر حسن صميلي من ديوانه «يقينًا يرشح الرمل»
منذ البداية يضعك العنوان في معصرة الوجود ويوجهك للمقطرة .. المقطرة أو الحياة تجعلك تتقلب في وجيه الحياة وهنا صور الشاعر هذا التبدل من خلال/
1 - مفردات السلام والمحبة وهي:
(الحمام - الورد - الموسيقى)
2 - مفردات البؤس والعتمة وهي:
(ذبول - الفقر - الظلام - الفقد - انطفاء - غيابة)
وبالعودة لمقطرة الورد التي اتخذها الشاعر صورة للوجود سنجد أنها بين وجهين «تسخين» وتبريد.
?? اللغة القرآنية:
النص رغم صغره وقلة مفرداته إلا أنه ينم عن شاعر ممتلئ بالقرآن:
• مفردة «غيابة» في قوله تعالى: «في غيابة الجب»
• مفردة «اجترحت» في قوله تعالى: «الذين اجترحوا السيئات»
نص محكم شحيح في عدد المفردات - وكأنه يشير إلى بخل الحياة - كثيف في المعنى - وكأنه يدعو للتأمل في كل مفاصل هذه الحياة الشحيحية - كل مفردة وضعت بإحكام متقن وفي موقعها الصحيح، وأعده محاولة لإعادة تعريف الوجود.
وكشرح سريع للنص:
«هذي الحمامات
التي اجترحت ذبول الورد»
هذه الحمامات أو الحياة التي لبست ذبول الورد
«هي محض موسيقى
ترود أنامل المعنى الفقير»
هذه الحياة هي موسيقى خالصة
تتفقد معناها الفقير
«هي النساء
ظلامهن في الفقد»
هذه الحياة
هي أقرب للنساء عندما يتلبسهن ظلام الفقد
«هي انطفاءات الغياب
حين كان البرد يوقظنا»
هذه الحياة
العتمة والبرد المزعج في القعر
« فمتى سيوقظنا جنون البرد؟»
تساؤل الختام
متى سننهي مسلسل الإزعاج ونقتل العتمة ونستقيظ؟!
- فيصل الشهري