-1-
أنت في قلب امرأة تنهض من نومها لتبكي !
لاتسألهاعن سرّ بكائها، لأنها لا تعرف، فكل ما تعرفه أنها عندما تبكي تكون في أصدق حديث مع نفسها.
عندما تبكي تتساقط أوجاعها.. خيباتها.. أمنياتها المعلقة.
عندما تبكي تعيد التوازن الحقيقي للحياة في داخلها، فتتخلص من حموضة العالم وتشرق.
أنت تسكن في قلب امرأة تتقبل هزائمها برأس مرفوع، فالوخز الذي كانت تشعر به في فوهة معدتها كلما أوجعها العالم ماعاد يعبرها.
أنت تسكن في قلب امرأة تنجو
كل مرة من نفسها؛ لأنها تكره الهزيمة ثم لايهمها طعم النجاح بعد ذلك.
أنت تسكن في قلب امرأة من أولئك اللواتي قال عنهن
نجيب محفوظ:
«وفي المرأة امرأة أخرى لا يعرفها أحد، تستيقظ فقط حين تنكسر، حين تؤمن بألا أحد في هذه الدنيا سيكون معها، فجأة.. تصبح أقوى».
أنت تسكن في قلب امرأة ترى اتساع العالم بحجم ذكرياتها معك.
صدقها:
أنت تسكن في قلبها، فنم قرير العين، واعتن بها جيدا كما تعتني بك
اعتن بها لأنها تستحق أن تحتويها كلما خذلها هذا العالم الأبله.
-2-
أيّها الصّامت حدّ الهيبة، الدقيق حدّ الرهبة؛ أيّ أنثى استطاعت أن تُسيل حروف قلبك السّاكت حدّ الضّجر؛ لنحتفي بها في يومها العالمي؟!
تلك التي رحلت بيقينها الخاطئ عنك؛ رحلت بحسرتها لو تعلم!
فكبرياؤك اللعين أبى أن يفسر لها، مايضمره غموضك لها، وعنها.
يقولون صرت تثرثر عن الحبّ كثيرًا من بعدها.. هل هذا صحيح؟!
هل أصبحت تخشى فقد العابرات أيضًا؟!
تخيفني المشاعر التي لا تظهر في حينها..
تخيفني حقيقة أن الحياة قد تُهدينا كلّ ما يناسبنا في أوقات لا تناسبنا.
هل تراها أضاعت بسببك الكثير؟!
-3-
?كبرتُ على أن أتشبث بأحدهم حد الهلع من فقده يا صديقتي.?
وجدتُ العزاء في مبدأ:
«وجودهم لطيف، غيابهم لايضرّ»
صحيح أنني صرتُ غريبة عنّي!
لكنني سعيدة..
سعيدة جدًا بمساحة الحريّة التي أتمتع بها الآن.
ساعات الانتظار التي كانت تحرقني..
قلق قلبي، ورجفته عندما يغضبون؛ كلها سقطت من قاموس قلبي.
ياصديقتي جميلٌ، بل ورائع أن نُحِب ونُحَب،لكن القبيح حقًا أن تظل ترعبنا فكرة السقوط من أرواح الأحبة..
أن تقلقنا فكرة أن نبهت في قلب أحدهم.
أنتِ لم تجربي كيف تلتهم الغيرة صفاء ذهنك..
كيف تشعل الحرائق، وتُخلّف الدمار في جنبات الروح..
كيف تبكيك حد التمّرد، وتذر طمأنينتك في وجه الريح.
لاتتبعثري!
اجمعيكِ..
واسيكِ..
واحضني ماتبقى منك!
احضنيه!
فمادمت قادرة على أن ترددي أغاني المواساة وأنت تشرقين بدمعك..
مادمت قادرة على أن تضحكي في وجه الحزن، وأنت تمسحين دمعتك كطفل يساوم والدته على الرضا.
مادام مزاجك قليل الكلفة قادر على أن يتحسن بأغنيات قديمة، وقطعة شوكلا، فأنتِ بخير.
- د. زكية بنت محمد العتيبي