ثلاثة عشر يوماً فقط تفصلنا عن إحدى أهم المباريات للمنتخب السعودي في السنوات العشر الأخيرة؛ المباراة المصيرية والحاسمة للقضاء على فرصة أحد أقوى المنافسين لحصد بطاقتي التأهل المباشرة لمونديال روسيا 2018 وحامل لقب كأس القارة الآسيوية الأخيرة المنتخب الأسترالي.
كيف لا والفوز بها يحسم حسابياً مسألة التأهل ويمنح الأخضر بطاقة العبور المباشر للمونديال الروسي، وهو الحلم الذي انتظرته الجماهير السعودية 11 عاماً كانت حافلة بالأماني والترقب والإخفاق والحسرة إلى أن جاء منتخبنا الحالي «الحلم» ليمنحنا الأمل بعد البداية الخلاَّقة والهائلة والانطلاقة القوية له منذ بداية التصفيات وحتى اليوم، والتي من خلالها استطاع أن يحصد الكثير من النتائج المميزة، حتى وصل للمركز الثاني بـ16 نقطة وبفارق الأهداف عن المنتخب الياباني المتصدر بذات العدد من النقاط وبفارق هدف وحيد بعد سبع مباريات لعبتها فرق المجموعة، ومتقدماً عن غريمه في الجولة المقبلة المنتخب الأسترالي بثلاث نقاط حيث يملك الأستراليون 13 نقطة، وعن منتخب الإمارات القوي والذي يحل في المركز الرابع بتسع نقاط، والمنتخب العراقي العنيد والذي خرج من سباق التأهل بعد الخسارة من السعودية في الجولة الماضية، ثم تايلند المتذيل للمجموعة الحديدية والتي وصل ثلاثة من منتخباتها إلى نصف نهائي كأس الأمم الآسيوية الأخيرة.
منتخبنا يمتلك ترسانة قوية ومتفاهمة من اللاعبين ومنظمة تكتيكياً بحيث يؤدي كل فرد في الملعب الدور المناط به وبروح جماعية أشاد بها الجميع ناهيك عن تناغمهم مع المدرب الهولندي الذي أسكت جميع من انتقدته عند بداية توليه دفة تدريب الأخضر.
أسرد ما مضى لأوضح فقط بأن مسيرة الأخضر الرائعة لم تكن خالية من الصعوبات والعراقيل، ولم يواجه منتخبات هزيلة بل قارع أعتى المنافسين ولم يتبق له سوى ثلاث مباريات يكفيه منها الفوز بمواجهتين أو على الأقل الحصول على ثلاث نقاط بانتظار ما ستسفر عنه مواجهة المنتخب الأسترالي والمنتخب الياباني.
ما مضى للتذكير فقط؛ لأن الواقع في كرة القدم يقول أن الجهد الجبار المبذول طوال التصفيات قد يصبح لا شيء بل ويدخل في خانة النسيان لو خسر الأخضر مبارياته المتبقية. وبالتالي فإن التركيز من الجميع في هذه الأيام وحتى موعد المواجهة الأسترالية يجب إن يكون موجهاً للمنتخب السعودي، ولدعم نجومه ومدربه وإدارته وكل ما يتعلق بالأخضر ومثلما كنا أثناء وفي بداية التصفيات متحدين نردد معاك يالأخضر يجب أن نكون اليوم.
* دقائق
- بعيداً عن الجوانب الفنية وخطط اللعب من المتوقع أن يستغل الأستراليون عامل البنية الجسدية الهائلة كنقطة هامة يتفوقون فيها على لاعبي منتخبنا كما شاهدنا في مواجهتهم أمام الإمارات حيث كثرة وشدة الالتحام والصدامات الجسدية، ولذا على السيد مارفيك الانتباه لتلك النقطة ومحاولة تفادي الالتحامات باللعب السريع والاعتماد على تناقل الكرة على الأرض والتقليل من الكرات الهوائية بقدر الإمكان.
- مباراتا الفريقين السعوديين الهلال أمام الاستقلال الإيراني والأهلي أمام الأهلي الإماراتي في دوري أبطال آسيا قريبتان في درجة الأهمية من مواجهة الأخضر وأستراليا على الأقل إذا نظرنا من زاوية أنهما يمثلان الوطن وفوزهما فيه تشريف لرياضة الوطن.
- ومنتخبنا للشباب تعملق لاعبوه الصغار سناً الكبار أداءً وفازوا على الإكوادور بعد أن خسروا من السنغال في نهائيات كأس العالم للشباب والذي تستضيفه كوريا هذه الأيام وتبقت لنا مباراة أمام المنتخب الأمريكي للشباب وفوز الأخضر الشاب أو تعادله حينها سيكون كافياً بإذن الله للتأهل للدور الثاني؛ وكل الأماني بأن تعود أمجاد المنتخبات السنية بأقدام هؤلاء الفتية.
- اللجنة الأولمبية السعودية مقبلة على خطوة تاريخية غير مسبوقة في الرياضة السعودية حينما تبدأ الانتخابات في الـ 13 من شهر رمضان للفوز بكرسي رئاسة اللجنة الأولمبية بعد أن كان هذا المكان في السابق يشغله تلقائياً الرئيس العام لرعاية الشباب ومن ثم رئيس الهيئة العامة الرياضة، ونتمنى أن يذهب المنصب الهام للشخص المناسب بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وفي رأيي أن اللجنة الأولومبية السعودية في حاجة ماسة لرياضي خبير مر بجميع المراحل كلاعب وإداري ومسؤول لكونه الأقرب والأدرى بما يحتاجه الرياضيين السعوديين في جميع الألعاب والأقدر على اختصار طريق العمل من شخص غير متخصص ربما يحتاج لمساعدة وسطاء أو موظفين متخصصين لمساعدته.
* ثانية
(النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره)
- فرانك كلارك
... ... ...
- عبدالوهاب الوهيب