«الجزيرة» - الثقافية:
أقامت جامعة اليمامة جلسة شعرية للدكتورة الشاعرة هند المطيري، ضمن أنشطة (كرسي غازي القصيبي الثقافي)؛ حيث ألقت المطيري مجموعة من قصائدها القديمة وأخرى جديدة، كانت متنوعة في شكلها ما بين العمودي وما بين شعر التفعيلة، ومتنوعة كذلك في موضوعاتها ما بين القصائد الوطنية والإنسانية وقصائد الغزل التي لقيت استحساناً وتفاعلا من الجمهور، التي استهلتها بإهداء قصيدة إلى كرسي غازي القصيبي الذي يحمل ذكرى روح شاعر عظيم رحل وبقي مجده خالداً.. التي جاء منها:
من ذلك الرجل الذي
زار اليمامة
عابرا نهر الخلود،
من الخلود إلى الخلودِ
تبينوا؛
ما وصفه؟
ما جنسه؟
هيا أنصتوا مثلي جميعا
إنه مازال يُطرب جرسه..
يا سادتي:
ذاك القصيبي نفسه..
جاء القصيبي
من صميم المجد
محتفلا به؛
فالعرس هذا عرسُه.
لا موت للرجل العظيم
وإن تحدد رَمْسُه
فالخالدون الماجدون
يهابهم ماضي الزمان وأمسُه
ولذاك يتركهم على نهر الخلودِ
تدار فيهم كأسُهُ..
فينعّمون هناك في دار البقاء
ويحضرون لكل عيد
إنَهم رمز الخلود وأسُّهُ..
كما ألقت المطيري مجموعة من القصائد الوطنية مثل «وقفوا على حدّ الجنوب صفوفاً»، وقصيدة الوحدة الوطنية
«نحن سلمان ونحن سيفُ سلمان المجرَّد»، وقصيدة «يا لابتي»، وقصيدة إنسانية بعنوان «إغراء المدن»، وقصائد عاطفية مثل: «امرأة من كلمات»، وقصيدة «هل قلت إني أحبك خمسين مرة؟»، و»قلها بكل صراحة»، و»حدد مسارك في الهوى»، و»أدركت أني من عموم الناس»، وقصيدة «الأمة الإسلامية»، و»عندما كنت صبية»، واختتمتها بقصيدة «القلب يعشق قارّة» حيث أعقبها تعليقات الحضور ومداخلاتهم، إذ تساءل الدكتور صالح الغامدي عن مدى حضور «هند المطيري» في قصائدها وعن الرمزية التي تستخدمها في التعبير عن بعض المضامين؟ حيث أكدت المطيري أنها حاضرة في جميع قصائدها حتى تلك التي تحكي قصص الآخرين أو تُعبر عن مواقف إنسانية أو عاطفية، وبأنها لا تستطيع أن تفصل ذاتها عن موضوعها؛ فيما علّق الدكتور ناصر الحجيلان على تجربتها الشعرية التي أوضحت المطيري أنها تربّت في محيط عائلي مرتبط بالشعر، فوالدتها شاعرة وشقيقها شاعر وجدّاها شاعران وكانت في صغرها راوية لشعر جدّيها فتحفظ شعر جدّها لأبيها وترويه حينما تزور جدّها لأمها، وتعمل الشيء نفسه من جهة جدّها لأمّها، وكانت تلك فرصة لها للتدرب على حفظ الشعر وروايته والمقارنة بين شعر جدّيها ونظرتها للكون والحياة من خلال الشعر.. قائلة في سياق الرد على مداخلة الحجيلان: بعد ما كبرت شاركت في مسابقات المدارس الأدبية والأناشيد، واتّجهت في بداية كتابتها للشعر إلى المعارضات الشعرية وكنت معجبة بالمتنبي، وما لبثت أن اختططت لنفسي أسلوبا خاصا، مشيرة إلى أنها تجد نفسها بأنها شاعرة الغزل السعودية.
وفي مداخلة للدكتور عبدالرحمن المديرس تحدّث خلالها عن تنوع موضوعات المطيري الشعرية وتميّز أسلوبها الشعري وتناغمه مع الأحداث والمواقف الإنسانية وتميز أدائها اللغوي للقصائد في إيصال المعنى والأثر للمتلقي وبأنها تؤرخ ليس فقط للأحداث وللمرأة السعودية والشاعرة السعودية التي تشق طريقها الإبداعي بثقة وتمكّن.. فيما استفسر مشاري بالغنيم حول تأريخ القصائد التي ألقيت في الجلسة، إذ أوضحت المطيري أن بعضها قديم موجود في دواوينها المطبوعة وبعضها جديد لم يسبق نشره.