لبنى الخميس
حققت زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة عدة أهداف أهمها.. تعزيز مكانة المملكة عالمياً بصفتها العمق العربي والإسلامي، وتقديم صورة حصرية ومنعشة عن السعودية الجديدة.
لا يخفى على أحد أن المملكة عانت لعقود من صورة ذهنية قاتمة تتمثل في 3 إشكاليات رئيسية.
أولها: إلصاق تهمة التطرف فيها وتحديداً بعد أحداث 11 سبتمبر، والتي دفع ثمنها شريحة واسعة من المسلمين بوجه عام والسعوديين بوجه خاص لسنوات طويلة، وعاد الكثيرون من أمريكا وأوروبا بسبب التضييق والتمييز العنصري الذي كان يمارس ضدهم على مستوى شعبي حيناً وحكومي أحياناً أخرى.
ثانياً: إشكالية حقوق المرأة وتحديداً قضية قيادتها للسيارة بكل ما تحمله من غرابة ولا منطقية في سياق القرن الواحد والعشرين.
ثالثاً: توافر كميات طائلة من المال والنفط الذي انعكس سلباً على سمعة نشاط وإنتاجية وانفتاح شبابها.
وللأسف قوبلت هذه الاتهامات الخارجية بحالة من الصمت شبه الكامل عن الرد، وتحليل محتوى هذا الخطاب، ودراسة نوعية الردود المضادة سواء بفعاليات حقيقية أو محتوى افتراضي.
اليوم أتناول الإشكالية الأولى فقط.. وهي ضبط بوصلة التشدد والتطرف باتجاه المملكة عالمياً.. وكيف سعت السعودية الى أن تغير هذا المفهوم وتصححه خلال هذه الزيارة.
بداية، لا يمكن أن تصحح صورتك خارجياً إذا لم يكن هناك تقدم داخلي.. لأن صورتك في الخارج هي انعكاس لما في الداخل.. والداخل يقول إننا بدأنا نلمس تغييرات وانفتاحاً أكبر تمثل في عدة فعاليات معظمها موجهة للاستثمار بأوقات الشباب وطاقاتهم.. من فعاليات ثقافية إلى حفلات فنية إلى ايفينيات اجتماعية. لكن فيما يتعلق بهذه الزيارة ألخصها في 3 أمور:
1 - الجانب السياسي
والمتمثل في توحيد كلمة الدول الإسلامية في ما يتعلق بنبذ التطرف الديني أمام الغرب والعالم، وافتتاح مركز «اعتدال» لمحاربة التطرف مقره العاصمة الرياض.. يعمل بتقنيات جديدة لمكافحة التطرف والمتطرفين يضم في مجلس إدارته 12 عضواً من دول ومنظمات مختلفة مما يضمن الحيادية والاستقلالية والشفافية. ويعكس مكانة راسخة للمملكة العربية السعودية كجبهة صامدة في وجه التطرف.
2 - الجانب الإعلامي
كلنا تابعنا إطلاق حملة إعلامية منظمة ومدروسة قبل أيَّام من بدء القمة ضمت شعاراً للقمة امتد في شوارع الرياض ونشرات الأخبار وفي الحسابات الخاصة بالقمة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كان تغطي بشكل احترافي وممتع فعاليات الزيارة.. من تغريدات إلى صور إلى فيديوهات إلى انفوغرافيكس يلخص أحداث اليوم وأبرز التصريحات، وانتهاء بموقع إلكتروني يضم كافة المعلومات الخاصة بالحدث، الذي انعكس بشكل إيجابي على التغطية العالمية سواء لدى الإعلام العالمي الذي أتى لتغطية القمة أو حتى المرافقين لترامب في زيارته إلي السعودية.
3 - الجانب الشبابي
والذي تمثل في تناول ملتقى «مغردون» وهو إحدى مبادرات مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك) هذا العام لعنوان «محاربة التطرف والإرهاب».. التطرف بجميع أنواعه الديني والسياسي والرياضي، لذلك استضاف متحدثين من خلفيات مختلفة من شيخ الأزهر إلى ماجد عبد الله إلى إيفانكا ترامب إلى الشيخ عبد الله بن زايد وسط حضور معظمه من الشباب.. لتوحيد الكلمة وتعزيز الهدف وكسر القالب وإشراك الشباب في رحلة غرس قيم السلام والتسامح والاعتدال.