علي الصراف
عندي جواب بسيط جدا، لوكيل الدجال، حسن نصر الله، زعيم حزب الشيطان في لبنان، الذي قيل إنه «حذر السعودية من أنها سوف تخسر أي حرب مع إيران».
والجواب: السعودية أقوى من العراق، عشر مرات، يا غبي.
فإذا كان العراق، بضعفه، واستبداده، وعزلته، قد أذاق إيران «كأس السم»، فماذا سوف تذيقها السعودية، وهي أقوى عسكريا، وأغنى اقتصاديا، وأوسع تحالفات إقليمياً ودولياً، ويميل إليها وإلى مقدساتها مليار ونصف المليار مسلم؟ هذا لكي لا نضيف أن قيادتها الوطنية المخلصة تحظى بمقدار من الولاء والاحترام، الداخلي والخارجي، ما يزيد على حاجة أي بلد للاستقرار.
هل هناك من أي داع لحساب الإمكانيات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والدبلوماسية؟ وهل من داع لأي مقارنة أصلا؟
نعم، تمتلك إيران الملايين ممن يمكنها أن تضحي بهم، من الفقراء والمخدوعين. ولكن هؤلاء لا يصلحون، كما ثبت الأمر مع العراق، لخوض أي حرب، بالمعايير الحديثة.
العراقيون، على الجبهات، كانوا يقولون إن رصاصهم لم يكن يكفي لصد هجمات المجندين الإيرانيين الذين كانوا يفتحون حقول الألغام بأجسادهم، ثم يهجمون كما يهجم الذباب.
لنعترف أن هذا «التفوّق الذبابي» هو تفوّق خاص بإيران وحدها. وهذا خير للآخرين، في الواقع. فما حصل هو أن القوات العراقية كانت تصدهم بسيل من القنابل والصواريخ، حتى حولت هجمات الذباب إلى أكوام من الذين ذهبوا ضحية، ليس لسوء الإدارة العسكرية فحسب، ولكن أيضاً لسوء إدارة الموارد البشرية.
هذه الموارد هي التي انقلبت على قياداتها وعفّت عن القتال، فجاء نصر العراق كاسحا. وتحولت حرب السنوات الثماني إلى أكبر مجزرة ترتكبها إيران بحق شعبها.
كان ذلك في عز صعود وقوة «الثورة» الإيرانية، حيث كانت آليات الضلال، قادرة على تجنيد أكبر قدر ممن ضلوا السبيل والراغبين بالذهاب إلى الجنة (أو النار)، أسرع مما ينبغي.
اليوم هناك شيء أهم. هو أن «الموارد البشرية» الإيرانية لم تعد تؤمن لا بـ «الثورة»، ولا بـ «الثوريين» من مليشيات وعصابات الولي اللافقيه. وهي تعرف إلى أي مدى ذهب بهم الفساد، بل والى أي مدى توغلوا بدماء شعبهم ودماء شعوب الجوار.
ودلالتي على ذلك أن الانتفاضات الإيرانية المتتالية، حتى ولو تم سحقها بالحديد والنار، فإنَّ جمرتها ما تزال تتقد في نفوس كل الذين دفعوا عقودا من أعمارهم في العيش تحت ضلال الهراء المذهبي لنظام الولي اللافقيه.
وهو نظام، إِذْ ظل ينتظر «المنتظر»، ويخرب كل ما من حوله، من أجل أن يُسرّع في مجيئه، فانه لم يجلب لشعبه إلا الانحطاط (فقرا، وتضخما، وفشلا إداريا، وانهيارا في البنية التحتية، وحروبا أهلية، وارتفاعاً صاروخياً في معدلات النفاق).
أما مشروع «تصدير الثورة»، فانه لم «يستورد» لإيران إلا العزلة والمذلة والخسران.
والإيرانيون، قالوا كلمتهم، على أي حال، عندما أداروا ظهورهم إلى مرشح الولي اللافقيه في الانتخابات الرئاسية التي أبقت حسن روحاني في منصبه، ليس حبا به، ولكن كرها بـ «الجلاد» (إبراهيم رئيسي) بوصفه ممثلا (نموذجيا بحق) لتلك «الثورة» التي نفض الإيرانيون أيديهم منها، وغسلوها سبع مرات، واحدة منها بالتراب.
وأقول لوكيل الولي الدجال في لبنان، إنه، ولأنك أعمى البصر، عميّ البصيرة، فأنت لا ترى ذلك. وهذا أمر طبيعي لمن غلب عليه الشيطان.