عبدالعزيز بن سعود المتعب
قبل سنوات طويلة وتحديداً في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود - قسم القانون - جمعتني أجمل ذكريات الزمالة والصداقة بزميل وصديق أوتي معاني الرجولة الحقَّة بأسمى مضامينها الرفيعة في الوفاء والكرم والإخلاص والرقي في التعاطي مع الآخر ونقاء السريرة والإيثار والثقافة العالية والذكاء الحاد وحسن الظن بالآخرين وقبل كل ذلك الاستقامة والمثالية والخُلق القويم في دِينه - ولا أزكي على الله أحدا - ولطالما جمعتني به الذكريات في الزمان والمكان لدرجة حاصرت إرادتي القوية في نسيانها منذ بلغني نبأ رحيله من هذه الدنيا الفانية، ولكنها إرادة الله، وأتذكّر كلمة له- رحمه الله- يواسيني فيها بعد وفاة والدي- رحمه الله- نصها: (الناس يا عبدالعزيز أموات عيال أموات وإمَّا سبقتني للموت والاَّ سبقتك) وكان- رحمه الله- شاعراً ولم يكن يحبذ الحضور الإعلامي لأسبابه وقد ذرفت عيناي وأنا أطالع هذه القصاصة له بين أوراقي، أرسلها لي مواسياً ذات يوم -رحمه الله -:
العمر يا بوسعود إن قصر أو طال
لابد ما يومٍ تحين المنيَّه
(وسعود) كانه راح قد عقَّب رْجَال
وسيرة وفاء للناس ماهي خفيَّه
أفداك لوعة موت لابد تنزال
هذا الزمن مرَّات شمسٍ وفَيَّه
رحم الله الزميل والصديق العزيز جداً فهد القحطاني الذي انصدع قلبي لفراقه، ويعلم الله بمكانته الكبيرة جداً في نفسي، أسأل الله جَلَّت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينقّيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.