سلطان المهوس
لأننا نفتقد الإعلام الرياضي الأولمبي فقد مرت نتائج مشاركة السعودية بدورة «باكو» الإسلامية مرور الكرام دون التنبه إلى انها أول ملامح العمل الأولمبي الذي قاده الأمير عبد الله بن مساعد ونائبه لؤي ناظر حيث حللنا بالمركز الحادي عشر برصيد باهت من الميداليات «11 ميدالية» بمشاركة «16اتحاد» مع الأخذ بالاعتبار أن الدورة شهدت ولأول مرة تناوب ثلاث شخصيات على رئاسة الوفد «أقساط» ..!!
غياب الإعلام الأولمبي جعل من العمل داخل اللجنة الأولمبية يدخل مرحلة اللارقابة النقدية ولذلك كان صوت السلبيات مبحوحا جدا ولاشك أبدا إن استقالة الأمير عبدالله بن مساعد أثبتت أن العمل كان انفراديا وبأفكار غير مؤسسة بدليل أن نائبه اختفى معه حتى اللحظة ولم يظهر وكأن منصبه داخل مؤسسة خاصة وليست منظومة سعودية رياضية كبيرة ..!!
تم فتح باب الترشح لرئاسة الأولمبية السعودية وتقدم خمس شخصيات ثلاثة أمراء ورئيس مجلس هيئة الرياضة ورئيس اتحاد الكاراتيه وبالنظر لشروط الترشح التي تم تفصيلها بالمقاس سابقا على شخصيات بعينها فإن شخصيتين من المرشحين سيستبعدان لامحالة إلا إن تم تعديل الشروط عبر الجمعية العمومية القادمة وتأجيل الانتخابات وهو أمر عادي لأن الواقع أثبت أن أعضاء الجمعية العمومية مجرد «بصمنجية» والدليل أن لؤي ناظر اختار دخول انتخابات مجلس إدارة الأولمبية وفشل بتحقيق النجاح وتم تعيينه برغم أنه فاشل انتخابيا في انتهاك صريح للقانون الذي يمنع الجمع بسن الانتخاب والتعيين ..!!
هناك أصوات صريحة وشجاعة داخل اتحاداتنا الرياضية لكن مصالح اتحاداتها تقتضي -غالبا- عدم الصدام مع الأخطاء وتمرير بعض الأمور بمرارة ولا ألومهم فالواقع مرير للغاية ..!!
عمل الأمير عبدالله بن مساعد على إعادة تطوير الأولمبية واجتهد كثيرا وله من المشاريع ما يستحق كل تقدير إلا أنه أخطأ بجعل الاتحادات رهينة لأفكار وطموحات المتسلطين خالية من الإبداع والاستقلالية وكنت أول من حذر من ذلك -حتى لايقال إنني كتبت بعد رحيل الأمير -..!!
اليوم يحتاج رؤساء الاتحادات الرياضية إلى مواجهة الرئيس الجديد بكل شفافية وصدق فليس صحيحا أن يكون رئيس اتحاد الجودو الفاشل بدورة -باكو- هو مايسترو التطوير الورقي الذي لا يمكن النقاش معه أو إيقافه ..!!
كلنا نمتدح الأعمال الجيدة ونصفق لها لكن لا أحد يتوهم أنه يعمل بمعزل عن الإعلام وأن الناقد لايصل إليه فبالنقد تسمو الأمم خاصة إن كان خاليا من المصالح أو الشخصنة وعلى المسؤول أن يتقبلها بشكل هادئ .
تعلمنا من المرحلة الماضية أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وتعلمنا أن المشاريع الانفرادية لاتدوم وتعودنا أن نسف الخبرات الرياضية وأهمية آراءها مجازفة كبرى وتعلمنا أن من لم يفلح بقيادة اتحاده لن يفلح بقيادة مشروع أولمبي لأن الكتاب واضح من عنوانه ..!!
أعيدوا لرجالات الاتحادات الرياضة كلمتهم وثقوا أنهم يفوقونكم خبرة ميدانية لأن التنظير الورقي سهل جدا فيما الواقع يحتاج لرجال تعرف التعامل معه ..!!
قبل الطبع :
القوة .. لابارك الله بالضعف..!!