هدى بنت فهد المعجل
والليل يبتلع جزءاً من جسده..!!
والصبح يوشك أن يفسد على جفنيه التصاقهما..!!
وأنا منكبّة على صمتي كتبت:
- من أحبط خطة البحر في افتراس قارب الصياد المعيب، واستبدله بقارب آخر جديد..؟!
- كان لدى البحر عِلم بركوب الصياد له ولأنه لا يود ذلك رتب الخطة! وفشل في تنفيذها!!
الخضر وموسى بصحبته خرق السفينة.. ولم يطق موسى صبراً عندما خرقها، وقد حملوهم أصحاب السفينة عليها بغير أجرة.
كان لدى الخضر علماً بأن السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر فأراد أن يعيبها لأن وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا..
فهل نتوقع افتراس البحر لها لو لم يعيبها الخضر؟ وأين ملك البحر ليحكم رعاياه؟؟!!
* * *
ندرك أن البحر إنْ غادر حدوده، وترك مستقره ارتشفته الأرض وامتصته قطرة قطرة كالإسفنجة، وأشد..
ومَنْ يحاول فضحه، وكشف خباياه يفترسه بعد أن ينهك صدره.. ويشل أعضاءه..
وتدبير مكيدة ردمهِ خطة فاشلة تتضح دلائل فشلها بعد سنوات من تنفيذها..!
يتآكل حديد الردم/ الإنشاء.. ويصدأ!
ينهش البحر المردوم عظام المنشآت فتهوي بما فيها على مَنْ فيها، وتحيل المنشأة إلى أنقاض وأطلال مزار يمر بها مَنْ يمر، يجثو على ركبتيه يُقبِّلُ ذا الحطام وذا الحطام..
فماذا نتيجة حطام التايتنك.. وعبّارات الموت في ضبا، والبحرين..؟!
عن أي سر كشفت الصناديق السود..؟!
البحر سادر في صمته.. مرهق في هيجانه..!!
ومن رمى الحجر الأملس في البحر وهو راكد ثم غاب، فإنه قد ترك خلفه دوائر صغيرة على السطح آخذة في الاتساع..
فهل إذا اتسعت الدائرة أكثر فأكثر ستبتلع مزيداً من العبارات المحملة بقوارب الصيد!! والنجاة؟؟!.