«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أكد الشيخ الدكتور قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء سابقا أن العدوان على رجال الأمن جريمةٌ كبرى وجناية عظيمة، وهو من الإفساد في الأرض، فرجال الأمن كُلِّفوا بتوفير الأمن للناس في بيوتهم وفي مساجدهم وأسواقهم وطرقاتهم، وقد قدم اللهُ تعالى حفظَ الأمن على توفير الرزق، فقال: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) ذلك أن الإنسان لا ينعم بطعام ولا شراب إلا وهو في حالٍ آمن.
وقال الشيخ المبارك: إن من أقبح القبائح أن يعتدي هؤلاء على جنودٍ أبرياء، جنَّدوا أنفسهم لحفظ أفراد المجتمع، كما في حصل في العوامية، وهؤلاء المعتدون لو عقلوا لعلموا أنهم لم يَنعموا بالأمن إلا حين وفَّره اللهُ لهم على أيدي رجال الأمن، فوفَّروا الأمن لهم ولوالديهم وقراباتهم، فالعتداء على هؤلاء الجنود غاية اللؤم ونكران المعروف، وهو أشدُّ حرمة إذا وقع في شهر الرحمة والخير لافتا ان تفجير الأنفس والمساكن والمرافق العامة وغيرها سبيلٌ إلى بثِّ الرُّعب والخوف في جنبات المجتمع، وإزالة الطمأنينة التي هي مقصد إسلامي بل مقصد للبشر جميعاً، وقد قال الله تعالى: (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).