فهد بن جليد
زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو، ومُحادثاته مع الرئيس بوتين ثم توقيع 4 برتوكولات تعاون متوقعة بين المملكة وروسيا يُمكن قراءتها كامتداد لسياسة المملكة وخطواتها الثابتة والناجحة، وانفتاحها على كل القوى العظمى المؤثرة في العالم، عبر إقامة علاقات مُتكافئة ومتوازنة مع الجميع لخدمة القضايا العربية والإسلامية، وهي تعكس بجلاء قدرة ونجاح القيادة السعودية على الارتباط والتفاعل مع مراكز الثقل والتأثير السياسي في العالم في وقت واحد من أجل البحث عن مصالح العرب والمسلمين، والمصالح السعودية المشروعة كقائدة للعالمين العربي والإسلامي.
هذه الزيارة تأتي والمملكة أقوى وأكثر تأثيراً مما مضى، بعد آخر زيارتين قام بهما سمو ولي ولي العهد إلى موسكو عام 2015، بفضل علاقاتها واتفاقياتها المتواصلة شرقاً وغرباً، مما جعلها تلعب الدور الأكبر والأهم على المشهدين العربي والإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط بعد أن تسيَّدت المشهد العالمي خلال زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى الرياض، ونجحت في إبرام اتفاقيات تاريخية تُعد هي الأضخم، وفي ذات الوقت أذهلت الجميع بتجمع فريد لـ3 قمم تاريخية لإعلان موقف إسلامي أمريكي موحد لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، مع إطلاق مركز اعتدال لمُكافحة الفكر المُتطرف كأحد الثمار والخطوات العملية لهذا التجمع العالمي، الذي وضع النقاط على الحروف حول دور إيران وتورط نظام الملالي في نشر الفوضى، كمسبب حقيقي للإرهاب العالمي، وكداعم رئيس للخراب في منطقة الشرق الأوسط، بإشعال الحرائق فيه والتدخل في شؤون الدول والشعوب, وتهديد السلم والأمن العالمي.
السعودية وروسيا قادرتان على خلق قوة عظيمة هامة ومؤثرة للبلدين، تخدم مصالحهما في المنطقة والعالم بعيداً عن التدخلات الإيرانية الكاذبة والترويج للكذب والألاعيب الخادعة، ولعل نجاح التعاون بين الرياض وموسكو حول النفط الذي أظهر تأثير البلدين على الأسواق العالمية خير شاهد على أهميتهما، فالتقارب السعودي الروسي أمر مهم لأنه سينعكس حتماً بشكل إيجابي على قضايا المنطقة خصوصاً على القضية الفلسطينية والملف السوري ومُحاربة الإرهاب، وتحجيم الدور الإيراني السافر في المنطقة وقضاياها ومواجهته بكل حزم.
ردود فعل بعض وسائل الإعلام، والأقلام المأجورة التابعة لنظام الملالي حول الزيارة، يؤكد لنا أنَّ طهران تشعر دائماً بالألم والحسرة كونها الخاسر الأول من أي نجاح للسياسة السعودية في الخارج.
وعلى دروب الخير نلتقي.