الكتابة عن شهر رمضان ذو شجون، وأبرزه ما تحلو الكتابة فيه، الكتابة عن قيمة التواصل الاجتماعي فهي علامة فارقة له.
الإنسان كائن اجتماعي يحب التعارف، فالتواصل قيمة إنسانية «وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا». وتترتب عليها أجر عظيم في الآخرة، وفوائد جمة في الدنيا كما عبر عنها سليمان الهويسين في كتابه رمضان يقودنا: «التواصل علاج لفساد الأخلاق، وانغلاق الفكر، وضيق الأفق، ودنو الهمة، وجفاف الروح، وقساوة الفؤاد. وهو كذلك معرفة المفيد واطلاع على الجديد، واكتساب للمحامد واجتذاب للفضائل، وامتلاك للقلوب».
إن التواصل والاجتماع أبرز ما يميز رمضان عن غيره من الشهور، ففيه تنتعش الحياة الاجتماعية بين المسلمين وتنعكس إيجاباً حتى على أهل الذمة! فرمضان يجمعنا في مناسبات شتى فهو يجمعنا حين دخوله لنبارك لبعضنا بعضا، ويجمعنا في أداء العبادات كصلاة الجماعة خاصةً، وفي أمسيات الاستماع لتلاوة القرآن الكريم، وفي المحاضرات الإسلامية، ويختم هذه الاجتماعات الدينية بصلاة عيد الفطر.
وتزداد كذلك المناسبات والفعاليات الاجتماعية، مثل: تفطير الصائمين كالأهل، والأقارب، والجيران، والزملاء، والاجتماع حول الحكواتي وفي الديوانيات.
إن شهر رمضان فرصة لا تقدر بثمن لتعزيز التواصل الاجتماعي بعدما أضعفته الحياة المدنية الحديثة، حتى كادت أن تقضي عليه وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية! إنه اجتماع خير وبركة، وليس اجتماع مشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو اجتماع شلل الديوانيات بلغو الكلام، أو تجمعات الشوارع التي لا طائل منها. فإذا كان رمضان كذلك فما دورنا لاستغلاله بتواصلنا؟ ومتى نبقى نشكو القطيعة والتدابر؟
** **
- الدمام