الحسيمة - (أ.ف.ب):
تظاهر آلاف الأشخاص في الحسيمة ليل أول أمس الأربعاء لليلة السادسة على التوالي للمطالبة بإطلاق سراح القيادي في «الحراك» الاحتجاجي في منطقة الريف بشمال المغرب.
وتشهد المنطقة موجة احتجاجات منذ مقتل بائع السمك محسن فكري (31 عامًا) في تشرين الأول - أكتوبر 2016 طحناً في شاحنة نفايات بينما كان يحتج على مصادرة السلطات لكمية من السمك اصطادها في فترة محظورة تلك الفترة من السنة.
وأثارت الاحتجاجات الأولى في مرفأ الحسيمة حركة أوسع للمطالبة بتنمية المنطقة ومكافحة الفساد والقمع والبطالة. وتم توقيف ناصر الزفزافي الذي أصبح زعيم «الحراك الشعبي» يوم الاثنين الماضي بعد ثلاثة أيام من بحث قوات الأمن المغربية عنه. ونزل نحو ألفي متظاهر الأربعاء إلى شوارع الحسيمة وأطلقوا هتافات مثل «كلنا ناصر الزفزافي» و»دولة فاسدة».
وكتب على إحدى اللافتات «اعتقلونا، نحن كلنا نشطاء». وغالبًا ما كانت العلاقة متوترة بين منطقة الريف التي تسكنها أغلبية من البربر، والسلطات المركزية المغربية. كما كانت تلك المنطقة مركز احتجاجات في إطار «الربيع العربي» في 2011.
وانتشرت شرطة مكافحة الشغب خلال التظاهرة عقب مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المتظاهرين تفرقوا حوالي منتصف الليل دون حوادث. وتم توقيف الزفزافي مع آخرين صباح الاثنين بتهمة «ارتكاب جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة» بموجب مذكرة توقيف صدرت الجمعة الماضي وأثارت اضطرابات في مدينة الحسيمة التي تعد 56 ألف مواطن.
وتكتمت وسائل الاعلام الرسمية والمسؤولون السياسيون إلى حد كبير بشأن تلك الأحداث، لكن الفروع المحـلية لثلاثة أحزاب بينها حـزب العـدالة والتنمية الحاكم أصدرت بيانًا مشتركًا حذرت فيه من «خطورة الوضع» وانتقدت رد السلطات.
واعتقلت السلطات 40 شخصًا الجمعة بينهم قادة في «الحراك»، أحيل 25 منهم إلى المحاكمة. وبدأت محاكمتهم الثلاثاء الماضي لكنها ارجأت إلى 6 حزيران - يونيو بناء على طلب محاميهم الذين اشتكوا من سوء معاملة موكليهم أثناء الاعتقال. واطلق سراح سبعة بكفالة وسبعة آخرين دون اتهام.