ثامر بن فهد السعيد
أعلنت «تداول» الأسبوع قبل الماضي عن عزمها تعديل وحدة التذبذب في السوق المالية السعودية إلى نطاق جديد تستخدم فيه التغير بمعيار الهللة الواحدة والهللتين والخمس هللات والعشر هللات وأخيرًا عشرين هللة وفقًا لشريحة السعر الذي ينتمي له السهم المتداول، هذه التغييرات أحدثت رد فعل لدى المتعاملين بالسوق قلقًا من أن تتسبب كثرة الوحدات السعرية في قتل النشاط (المضاربة) في السوق وتضييق النطاق الذي تتحرك فيه الأسعار، سواء اتفقنا إلا مع هذه القراءة للتغيير في الوحدات وعلى الرغم من اختلافي مع هذا الرأي كون المتداول سيعتاد أسلوب التعامل الجديد إلا أني اتفق مع أن تغيير الوحدات السعرية له طابع سيء لدى المتعاملين بالسوق مربوطا بتاريخ السوق السابق إلا أني ما زلت أقول إن هذا التغير لن يؤثر لوقت طويل على المتعاملين ولكني مستغرب أن هذا التعديل لم يصاحب بتغير في القيمة الأسمية للسهم من 10 ريالات إلى ريال واحد.
تأتي هذه التغييرات التي تجريها السوق المالية السعودية «تداول» في أغلبها تتبعاً لتحقيق الهدف الأكبر وهو الوصول إلى ترقية السوق السعودي لدى مزودي مؤشرات الأسواق الناشئة FTSE وMSCI حيث ستدفع هذه الترقية مديري الصناديق المتداولة أو الاستثمارية إلى تعزيز وجودهم في السوق بما يتماشى مع وزن السوق المالي هناك، نحن الآن في بداية شهر يونيو الذي ينتظر في الـ20 منه إعلان MSCI عن حال السوق السعودي حيث يتوقع تحويله إلى قائمة المتابعة تمهيدًا للترقية في السنة التالية، أما FTSE فسيكون قرارها في شهر سبتمبر من العام الحالي.
تجربة الأسواق الناشئة التي سبقتنا في الدخول ضمن هذا المؤشر تجربة مبشرة حيث كانت تحقق عوائد بمعدل 25 في المائة في سنة المتابعة ومقاربة لهذه العوائد في سنة الانضمام وأقل منها للسنة التالية وكون تداول الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإنه حجم التدفق إليه سيكون ملحوظًا ومؤثرًا خصوصًا أن التقديرات تتوقع 35 مليار دولار وهي ما تعادل 8 في المائة من القيمة السوقية الآن وتصوروا أن الأسهم الحرة فقط تمثل 42 إلى 46 بالمائة من الأسهم.
ننتظر في الأيام القادمة أن نحتفل وتداول في حصد نتائج هذه التغييرات بترقية السوق المالية السعودية.