موضي الزهراني
مع بداية شهر رمضان الكريم تبدأ ظاهرة تسول النساء تزداد بشكل يوحي بأن هناك أمرا يستحق الدراسة والتدقيق في ذلك، وأن الوضع لا يتوقف عند الاستجابة لهن بشكل أكبر لأنهن نساء فقيرات! لذلك سأتناول بشكل مختصر ما يسمى الفقر المؤنث والذي يقصد به «بأن الفقر ظاهرة أنثوية» وتزايد النساء الفقيرات في المجتمعات العربية حيث تشير الإحصائيات بأن بطالة المرأة في المنطقة من أكثر القضايا حساسية، وأن مشاركة المرأة في سوق العمل مازالت من أدنى المعدلات العالمية وذلك للفجوة الكبيرة ما بين دخل الإناث ودخل الذكور! وظهور الفقر المؤنث له أسبابه الكثيرة من أهمها: (تغير ظروف المرأة نتيجة غياب الزوج وهروبه من مسئولياته المالية، أو بسبب الطلاق وتحمل المرأة لمسئولية الأسرة. كذلك تغيّر بناء الأسرة من ممتدة إلى نووية مما جعل المرأة تفقد التمويل الذي ينالها من أفراد الأسرة الكبار! أيضاً ضعف القدرات أو المواهب البدنية والفكرية مما جعل المرأة تفقد فرصاً عديدة للالتحاق بمجالات عمل لا تناسب قدراتها! إلى جانب فرص التعليم المتاحة التي كان فيها تمييز كبير تسبب في دخول المرأة لسوق العمل متأخراً) لذلك فإن آثار هذا الفقر قوية على المستوى الفردي من حيث عجز المرأة الفقيرة عن تلبية احتياجات من تعول «خاصة أطفالها» وتكون حينها تحت ضغوط نفسية شديدة قد تدفعها لسلوكيات غير مقبولة اجتماعياً أو أخلاقياً، مثل التسول أو تجارة المخدرات والبغاء! وكذلك آثارها على المستوى الاجتماعي من حيث زيادة البطالة وانتشار الجرائم بين النساء في المجتمع ووقوعها ضحية للعنف! وإن كانت الدولة مسؤولة عن مساعدة هؤلاء النساء الفقيرات، لكن هناك معالجة أقوى للفقر في أساس شريعتنا الإسلامية التي تدعو للعمل والكسب الحلال وعدم الاعتماد على الدولة كلية في تأمين الحياة الكريمة، إلى جانب تشجيع المرأة الفقيرة على الدخول لسوق العمل المشروع من خلال تهيئة الدولة سبل العمل المناسبة لقدراتهن، ومنحهن القروض الميسرة للبدء في مشاريعهن البسيطة التي تصنع منهن نماذج قدوة في الحياة، وهذا ما شاهدناه خلال السنوات الأخيرة من نتاج مساندة الدولة لأي امرأة لديها رغبة في العيش بكرامة والانطلاق بقدراتها من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة بشكل مستمر، وبالرغم من ذلك مازال فقر النساء بحاجة لمعالجة على مستوى تنموي وطني ينص «على أهمية توعية المرأة بواجباتها وحقوقها الشرعية والقانونيةتى تهتم بنفسها وتستطيع إنقاذها وقت الحاجة، وتوعيتها بمسئولياتها الأسرية والوطنية» ودورها الهام في تنمية وطنها، وأهمية تشجيعهن للانضمام لسوق العمل ودعم مشاريعهن الصغيرة. وغيرها من المقترحات التي ستجدونها في الدراسة المميزة عن «الفقر المؤنث سماته وخصائصه في المجتمع السعودي» من إعداد مركز إيفاد للدراسات والاستشارات، وإصدارات مؤسسة الملك خالد الخيرية.