هالة الناصر
غريب أمر الكثير ممن كنا نسميهم أشقاءنا، سواء أكانوا دولاً أم أفراداً، يريدون منّا أن ندفع لهم حقوق هذه الأخوة كاملة، دون أن يكون هناك أي التزام لنا عليهم ، يريدون منا أن ندفع لهم مالاً دون أن ننبس ببنت شفة، وإن دفعنا أول مرة وثانية وثالثة ولم نستطع مرة عاشرة، نصبح وكأننا لم ندفع ريالاً واحداً في المرات السابقة، يبدأ الهجوم علينا ولمزنا بشكل سري وعلني، لا يتورع أشقاؤنا العرب - دولاً وأفراداً - في استغلال المحافل والمناسبات للنَّيل منا وتحريف مسميات دعمنا المادي لهم، لم نترك شاردة ولا واردة لأشقائنا العرب لم نمنحها مالاَ وندعمها بثقلنا السياسي والإقليمي، أشقاؤنا العرب يوهمون أجيالهم الجديدة التي تسألهم باستغراب عن سر مهاجمتهم لنا ووقوفهم ضدنا، رغم أننا الدولة الأولى المانحة لهم على مستوى العالم، فيوهمونهم بأنه لزام علينا أن ندعمهم، وأن هناك لهواً خفياً يجبرنا أن نمنحهم المليارات من الدولارات حتى يهربوا من مسؤوليتهم بالوفاء لنا أمام أجيالهم الجديدة التي يربونها على الحقد الطبقي تجاهنا.
***
وبعض جيراننا أشقاء الروح والمصير ليس منا من ذنب ليختلفوا معنا سوى أننا دولة إقليمية عظمى، كانوا يستظلون بظلنا -بعد الله- أيام ضعفهم وقلة حيلتهم وبعد أول دولار دخل خزينتهم لم يدفعوه في بناء ونمو دويلتهم بل دفعوا به لمحاربتنا ومحاولة إضعاف قوّتنا الإقليمية، والنَّيل من سيادتنا كقبلة لكل مسلم على كوكب الأرض، منذ ما يقارب الربع قرن وقناتهم السليطة تؤلِّب ضدنا القاصي والداني، تحرّض شعبنا على قيادته، وتجرّح في رموزنا وقادتنا وتحاول إلصاق التهم بنا، كل مناسبة حج كانت تختلق الأكاذيب لتوهم الآخرين بأنّ السعودية غير قادرة على تحقيق أمن الحرمين الشريفين، وكان الله سبحانه يخذلها ويتم تحقيق نجاح تلو نجاح في كل مناسبة وهذا من فضل الله، ليس لدينا من صبر إلاّ تحملناه في التعامل مع الأشقاء وسعيهم الحثيث على إضعاف قوّتنا، لم يبق في الأرض حلم وحكمة لم نعامل الأشقاء به حتى طفح الكيل، لم يفهم الأشقاء ولم يستوعبوا ردة فعل الحليم إذا غضب!