حميد بن عوض العنزي
هناك فرق كبير بين الاختلاف والخلاف والمؤامرات, فقد تقبل الاختلاف وتتعامل معه بما يناسب حجمه ونوعه وتسلك سبل التقريب والتقارب وهذا أمر ينطبق على تعاملات الأفراد وكذلك في معظم سياسات الدول.
• نحن في الخليج ليس بالضرورة أن تتطابق في كل الآراء وأن تكون لنا جميعا وجهة نظر واحدة تجاه كل الأحداث, ولدينا من المساحة ما يكفي إلى حد بعيد لاستيعاب كل ذلك ما دام إنه يجري بوضوح وأمام متخذي القرار .
• ولكن إدارة الخلافات أو الاختلافات بثقافة المؤامرة أمر خطير ومؤسف ولا يمكن التعامل معه من مبدأ التغاضي أو حسن النية، خصوصاً إذا كان يمس أمن الوطن وسياساته الأمنية الهادفة إلى مواجهة المخاطر المحيطة, وما حصل من الشقيقة قطر لا يمكن اعتباره إلا مؤامرة مع العدو، وما صدر من تصريحات على لسان الشيخ تميم بقدر ما كانت صادمة لكل شعوب الخليج إلا أنها قد تكون غير مستغربة عند العارفين والمتابعين تاريخياً لسياسات الشقيقة على مدى عقود وأن اختلفت المستويات والوجهات إلا أن العبث في تبني ودعم جماعات معادية او الارتماء في أحضان العدو الإيراني وبشكل يمس أمن الخليج يعد سابقة نحمد الله على أن خيوطها انكشفت في هذا الوقت وتعرت الممارسات التي تريد النيل من أمن ورخاء بلادنا، ونحن على ثقة بأن التعامل معها من قبل قيادتنا الحكيمة سيكون بمستوى خطورة تلك التصرفات المؤسفة .
• لن يخيف المملكة مهما قدمت قطر لإيران وحتى لو فتحت لها الارض والسماء والبحر، فكل هذا لن يكون بسهولة لأن شعب قطر شعب عربي أصيل ولن يرضى ان تحتله عمائم قم، وكذلك دول الخليج بموقعها الجغرافي ومنافذها البرية والبحرية لن تجعل لأي عدو موطئ قدم مهما كلف الأمر .
• نحن كشعوب خليجية نتمنى ألا يكون بيننا مثل هذه التصرفات التي ليست من الدين ولا الاخلاق العربية الاصيلة ولا تتوافق مع الاخوة ولا حسن الجوار، وليست في صالح قطر نفسها وان تذاكت أحيانا بتمرير مظاهر الود، الا ان العبرة بالأفعال وليست بالأقوال .
• عندما نكتب ونهاجم تلك التصرفات فإننا نكتب بحزن لان الاعلام السعودي اضطر الى ذلك بعد ان طفح الكيل وباتت التصرفات والمؤامرات الصبيانية تتزايد وتقترب من الخطوط الحمراء التي لا يمكن ان يرضى أي سعودي بمساسها او الاقتراب منها، و مكاسب المؤامرات .. خسارة يا قطر.