فهد بن جليد
حسمَت محكمة ألمانية -أمس الأول- الجدل حول من يرث حسابات المتوفين على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما قضت بعدم جواز كشف أسرار ومعلومات حساب فتاة على الفيسبوك بعدما توفيت في محطة قطارات برلين, على أثر تقدم والدتها قبل 5 سنوات للمحكمة بطلب الحصول على معلومات حساب ابنتها المتوفاة, وتصفح دردشاتها الخاصة, وصدر حينه حكم ابتدائي يمنح الأم حق امتلاك حساب ابنتها والاطلاع على دردشاتها الخاصة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً, وطرح سؤالاً مهماً عن حق الآباء في وراثة حسابات أبنائهم الإلكترونية بعد وفاتهم.
الحكم الذي صدر الأربعاء, شكل صدمة للكثيرين ممن يعتبرون ذلك حقاً للوريث وخصوصاً الآباء أو الأبناء أو الزوجة والشركاء، إلا أنَّه على ما يبدو بأن حماية البيانات الشخصية تطال حتى دردشات المتوفين وأسرارهم على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الأحياء أنفسهم في بعض الآحيان, بل ليس من حق أحد الاطلاع على أسرار تواصلك, وتصفح دردشاتك على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لو غادرت هذه الدنيا, المسألة تبدو مُعقدة وحساسة بعض الشيء.
سألت عينة وشريحة من الشباب السعودي عن موقفهم, الصدمة بدت واضحة على الوجوه, فالقضية مُحيِّرة وجديدة على ثقافتنا العربية بعض الشيء, لا أحد يرغب أن تُكشف أسراره سواءً كان ميتاً أو حياً, إلا أنَّ الأغلبية لديهم رغبة -في ذات الوقت- للاطلاع على حسابات أقاربهم المتوفين من الدرجة الأولى وإدارتها لصالحهم بعد وفاتهم، هناك من أجابني «الأرقام السرية» لحساباتي أزود بها أقرب الأصدقاء, للتدخل في الوقت المناسب وفعل ما يجب تجاه أي تغريدة أو حوار أو دردشة -لا أريد أن يطلع عليها أحد- ولإدارة حسابي بعد وفاتي وجعله حساباً يغرد بالدعوات والقرآن, ومسح كل التغريدات السابقة, وطلب العفو والصفح من الجميع, وكأنَّه شعور بالذنب, هناك من سجل اعتراضه على البحث في الخفايا والأسرار على طريقة ماذا يريدون منا ونحن أموات, كل شيء انتهى.
انتهت مساحة -مقال اليوم- غداً نكمل بإذن الله ونتعرف على موقف شبابنا من القضية.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،